WorldTimeServer Clock

Cairo

الأحد، 22 أغسطس 2010

حمد ..يخلع حمد .. سقوط آخر الثنائيات العربية - 1


مجلة الشراع العدد 1453 الصادر في 2/8 من هذا العام
عبدالناصر كان الرجل الاول دستورياً وشعبياً ورمزاً وعامر كان الرجل الثاني لكنه الاول في المؤسسة العسكرية والاستخبارات
*حافظ الاسد كان الاول في سوريا وشقيقه رفعت مركز قوة هدد بنية النظام قبل نفيه الى موسكو...، وخلعه جاء على طريقة خلع عمرو بن العاص للإمام علي مع ابي موسى الأشعري
*احمد بن بلة رجل الجزائر الاول وبومدين الرجل الثاني وخلعه في 19/6/1965
*ظل عبدالسلام جلود الرجل الثاني في ليـبيا حتى أقعده الرجل الاول معمر القذافي في منـزله بعد قضية لوكوربي
*الرئيس احمد حسن البكر كان يتمنى ان يكون نائباً للرئيس لليلة واحدة بعد ان سيطر الرجل الثاني على الرجل الاول في العراق.. ثم خلع الرئيس نفسه
*عبدالكريم قاسم خلع الرجل الثاني عارف، ثم عاد عبدالسلام رئيساً ليخلع البعث ويصبح الرجل الاول على حساب قاسم ثم البكر
*حمد بن خليفة يمهد الطريق لخلع الرجل الثاني في مشيخة قطر
*حاكم مشيخة قطر يحاصر حمد بن جاسم بن جبر بعائلات قطر.. ثم يصعّد ابنته مياسة وزيرة للخارجية محاصراً له من عائلة آل ثاني
*القذافي وهيكل ينصحان حمد بن خليفة بخلع حمد بن جاسم بن جبر
*لماذا يصر الرجل الثاني في مشيخة قطر على التمسك باسم جبر في كنيته؟

لم تنجح ثنائية الحكم في اي بلد عربي عاشها على مراحل، خلال نحو 60 عاماً، سواء كان نظام الحكم جمهورياً او ملكياً، ثورياً او محافظاً، وسواء كان الرجل الاول شقيقاً، او كان الرجل الثاني زميلاً، مدنياً او عسكرياً او كان الاثنان مدنيين او عسكريين.. وانتهت جميعها الى الصدام: عسكرياً كان او إقالة، او عزلة، او استقالة بسبب المرض او انتحاراً او إبعاداً.
استمر عبدالحكيم عامر الرجل الثاني خلف جمال عبدالناصر من لحظة قيام الثورة في 23 يوليو/تموز 1952، حتى انتحاره في ايلول/سبتمبر 1967 بعد نحو ثلاثة اشهر من النكسة.
كان عامر خلال هذه الخمس عشرة سنة، وتحديداً بعد جريمة انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة في 28/9/1961 هو الرجل الاول في المؤسسة العسكرية لمصر، بعد فشل عبدالناصر في تقييد صلاحيات المشير عبر مجلس الرئاسة الذي ولد ميتاً عام 1962.. حيث انعكس فشل الرجل الاول دستورياً وسياسياً وجماهيرياً ورمزاً في تقييد صلاحيات الرجل الثاني بعد فشله في المحافظة على الوحدة مع سوريا، السبب الرئيسي وراء النكسة التي كشفت ان الرجل الثاني أحال المؤسسة العسكرية التي كان رجلها الاول الى تكية او مشيخة عرب تدين بالولاء لشيخها عبدالحكيم عامر الذي كان يحمل لقب المشير.
الجزائر: بن بلة – بومدين خلال ثنائية الحكم بين جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، سقطت ثنائية اخرى في الجزائر، بين الرجل الاول دستورياً وشعبياً احمد بن بلة، والرجل الثاني وقائد المؤسسة العسكرية هواري بومدين، وخلع الثاني الأول في انقلاب عسكري قاده ضده في 19/6/1965.
صحيح ان ثنائية الحكم بين بن بلة وبومدين لم تدم الا ثلاث سنوات (4 يوليو/تموز 1962 حتى 19/6/1965) إلا ان الرجلين خاضا خلالها معارك مشتركة عديدة ضد اعداء الداخل، لم تقل اهمية عن معاركهما المشتركة ضد الاستعمار الفرنسي طيلة الفترة الممتدة من 1/11/1954 حتى نجاح الثورة بإعلان الاستقلال يوم 4/7/1962. العراق: قاسم – عارف وخلال ثنائية الحكم في مصر بين ناصر وعامر سقطت ثنائية اخرى في العراق بعد ان قام الزعيم (رتبة عسكرية تساوي العميد اليوم) عبدالكريم قاسم والعقيد عبدالسلام عارف بثورة 14 تموز/يوليو 1958، انهت النظام الملكي في بلاد الرافدين.
كان قاسم هو الرجل الاول حتى حمل لقب الزعيم الأوحد، وكان عارف هو الرجل الثاني، ولم تدم هذه الثنائية الا بضعة اشهر حيث سجن قاسم عارف لعدة اشهر ثم عينه سفيراً لم يخرج من العراق، حتى سقط حكم قاسم بترتيب من ثنائية جديدة شكلتها الضرورة بين عارف الناصري وبين حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة اللواء احمد حسن البكر، في 18 شباط/فبراير/ 10 رمضان 1963.
لم تستمر ثنائية عارف – البكر اكثر من 9 اشهر حين خلع عارف الرجل الثاني البكر في حركة 18 تشرين الثاني/نوفمبر 1963.
اليمن: السلال والبيضاني وخلال ثنائية ناصر وعامر في مصر، نشأت ثنائية حكم في اليمن الذي قاد فيه قائد الحرس العقيد عبدالله السلال ثورة ضد حكم الإمام احمد حميد الدين في 26/9/1962، بين السلال ونائبه عبدالرحمان البيضاني لم تستمر طويلاً، وانتهت بالبيضاني لاجئاً في مصر، منصرفاً فيها الى الاعمال التجارية بعد سنوات من العزلة.
العراق نفسه الذي عرف الثنائيتين السابقتين عاش ثنائية شهيرة بين الرجل الاول احمد حسن البكر الذي عاد الى السلطة في حركة 17 – 30/7/1968 ونائبه صدام حسين، انتهت باستقالة البكر لأسباب قيلت انها صحية لترك السلطة لنائبه صدام الذي حكم وحيداً منذ العام 1979 حتى انتهى نظامه بالغزو الاميركي في عهد جورج بوش ابتداءً من 20/3/2003.
في عهد البكر – صدام، ترددت طرفة تقول ان ليلة القدر جاءت للبكر فسئل خلالها عن امنية، فقال انه يتمنى ان يكون نائباً للرئيس لليلة واحدة.. تعبيراً عن الصلاحيات الكاملة التي كانت بيد النائب صدام.
ليـبيا: القذافي وجلود وفي ليـبيا اشتهر الثنائي العسكري بين العقيد معمر القذافي والرائد عبدالسلام جلود حتى اصبح الأخير موصوفاً في الاعلام العربي والعالمي بأنه الرجل الثاني.. حتى انتهى مبعداً الى منـزله وبين قبيلته مع صعود رجال جماهيرية القذافي ولجانه الشعبية والثورية وأماناته ومؤتمراته الشعبية، وكلها لم يكن جلود ليجد مكاناً له فيها.
كان البعض يعتبر ان جلود كان مستنداً بعد تركه الجيش الى قبيلته ((المقارحة)) التي اتهم منها احد ابنائها عبدالباسط المقارحي بأنه شارك في جريمة تفجير طائرة ((بان اميركان)) عام 1988 فوق لوكوربي في اسكتلندا.
وان انتماء جلود الى هذه القبيلة سيعطيه مركز نفوذ لأنها سلمت احد ابنائها للعدالة الدولية لإنقاذ النظام من اي عمل عسكري او عزلة او اسقاط له، لكن جلود اضاع هذه الفرصة حين سكت عندما تحركت القبيلة ثم نجح القذافي في استمالة شيوخها بوسائل مختلفة، مما ادى بجلود الى خسارة كل نفوذ له داخل ليـبيا حتى الآن.
سوريا: حافظ ورفعت الاسد بعد انقلاب 23 شباط/فبراير في سوريا عام 1966 تشكلت ثنائية عسكرية بين الزميلين الفريقين صلاح جديد وحافظ الاسد، ولم تعمر اكثر من اربع سنوات تفرغ خلالها جديد للعمل الحزبي والمدني والسياسي وتفرغ خلالها الاسد للجيش والطيران تحديداً.
في 16/1/1970 انهى الاسد هذه الثنائية بإنقلاب اطلق عليه الحركة التصحيحية في اشارة الى انه ملتـزم شرعية الحزب الذي قام بالحركة السابقة.
وانفرد في السلطة حتى قيام حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973، حيث برز دور احدى الفرق العسكرية التي شكلها النظام بقيادة شقيقه العقيد رفعت الاسد تحت اسم سرايا الدفاع.
بات في سوريا بعد الحرب رجلان الاول هو الرئيس حافظ والثاني هو الشقيق رفعت، ونشأ عن ذلك جيشان هما الجيش العربي السوري – وسرايا الدفاع.
ولأن طبيعة النظام عسكرية – امنية، فإن الرجل الاول اعتمد اجهزة الأمن وفرق الجيش وقادتها حماة له.
وحيث ان رفعت الاسد كان ممسكاً بقوة عسكرية ناهز عديدها الاربعين الف مقاتل مزودين بأحدث الاسلحة، فإن هذا الامر أثار قلق وغيرة وحمية قادة الفرق التي شكلها الرجل الاول، شقيقه حافظ لحماية نظامه تحت عنوان ان ضخامة العدد في اي جيش هي الحائل الاول دون القيام بانقلاب عسكري في بلد كسوريا، شهد نحو عشرة انقلابات خلال الفترة الممتدة من 1949 تاريخ اول انقلاب بعد حرب فلسطين 1948، حتى 1970 آخر انقلاب عسكري قبل حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973, عندما مرض الرجل الاول عام 1985 ودخل في غيبوبة استمرت اياماً، اعتبر شقيقه الرجل الثاني ان الفرصة باتت سانحة له للانفراد بالسلطة، وخلع رجال شقيقه المريض، وكادت سوريا تشهد خلال غيبوبة حافظ الاسد حرباً أهلية، عمادها القوى المسلحة: الجيش وسرايا الدفاع لولا صحوة الاسد الرئيس من غيبوبته وقراره خلع شقيقه حفاظاً على نظامه، فجمع حافظ الاسد شقيقه رفعت مع عدد من قادة الفرق العسكرية في طائرة واحدة حملتهم جميعاً الى موسكو كمنفى اختياري مؤقت، لينتهي هذا المنفى في موسكو ببقاء رفعت لأسابيع فيها، وعودة كل خصومه الى دمشق (فجاء خلع حافظ لرفعت شبيهاً بخلع عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري للإمام علي بن ابي طالب بعد رفع المصاحف والتحكيم في معركة صفين بين الإمام علي ومعاوية بن ابي سفيان)، ليكرسوا حكم الرجل الواحد، بعد ابعاد الشقيق، وليورث حافظ السلطة لإبنه بشار الذي انشأ معه ثنائية عسكرية – سياسية مع شقيقه العميد ماهر، قائد الحرس الجمهوري ليتفرغ طبيب العيون بشار للسلطة السياسية محتفظاً كوالده بصفة القائد الاعلى للقوات المسلحة.
يتبع
معلم فحمه .......
_________________
أنظر بعينى لآخر مدى / أرى مهما ارى / الله بالأسرار عليم / فا الأنا ضلالة نفسنا / وا علم الغيب جهل كبير / أعانق الصمت حتى همى ينجلى / وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم / فا الرزق لا يأتى بقوتا / ولاكن الله بالأرزاق عليم ..................... معلم فحمه ......

ليست هناك تعليقات: