WorldTimeServer Clock

Cairo

الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

وداعا 2008

باى باى 2008 مكافأة نهاية الخدمه مطلوب حيا او ميتا لكل ظالم نهاية
فيدل كاسترو
بناظير بوتو
خيابه عربية
رغيف العيش فى مصر
دورة بكين الأولمبية
رأى المصريين لم يتغير
فوز مصر ببطولة أفريقيا
أول رئيس أسود لآميركا
سيقان فى الوحل
أحداث مومباى
أحداث غزه
دولة كوسوفو
الدب الروسى يقتل مسلمى جورجيا

الاثنين، 15 ديسمبر 2008

بيان هام ........

بيان هام الى أهل مصر الكرام بمزيد من الحزن والأسى ينعى حسن عمران
جموع الشعب المصرى فى وفاة المغفور له صاحب المعالى التعليم العالى
وابن عمه التعليم الأبتدائى والأعدادى والثانوى واختهم صحه وأولاد عمومهم الصناعة والزراعة أثر حادث أليم من تهور سائق فقد القدرة على القياده
ولما رأى إن هذا عزاء واجب لكرامتنا المهدوره
وبما أن هذا النظام يقوم بذبح الدستور منذ مده طويله مما
أدى الى أنفلات الزمام
قررنا وضع مطالبنا أمام الأمه والمطالبه بالأستفتاء عليها
1- قصر مده الحكم على مدتين فقط أى كان أسم الرئيس 2- أنتخاب رئيس من بين عشرة مرشحين بعد التصفية ليشمل كافة التيارات 3- عدم ترشيح أقرباء الدرجه الأول قبل مرور مده قانونية على ترك المنصب سواء بالأنتخاب أو بالموت
4- أعاده صياغه وهيكله الدستور من قبل متخصصين فى كافة المجالات
5- أعادة سلطه القضاء الحر وأستقلاليته ليكون الحكم العادل على صناديق الأنتخابات والأستفتاء على الدستور
6- تعيين نائب رئيس جمهورية تنفيذا للدستور
7- أعادة الكرامه للمواطن وأحترام الرأى الآخر
8- الغاء حالة الطوارىء وأنهاء جميع أوامر الأعتقال التعسفى
9- أعادة هيكلة البلد من جديد للقضاء على التسيب الواضح فيها
10- الحد من تصرفات الحاكم تجاه المحكوم فى كافة الأماكن والمجالات
11- عمل لجنه بحوث وتقصى حقائق لكافة شئون الدوله تابعه لوزارة الخارجية وكافة الوزارات
12- إلغاء تعيين شيخ الأزهر والمفتى ويتم أختيارهم بنظام البيعه من قبل المعنين بالأمر وبناء عليه أصدرنا هذا البيان فى ذكرى وفاة رغيف العيش
تضامنا مع الشعب المصرى
الموقعين على البيان
.........................
التوقيع/
أحلف بسماها وترابها

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008

بمناسبة تداعيات الأزمه المالية ........

بمناسبة تداعيات الأزمه المالية وهذا الخبر الى الكذابين المتفائلين
الضربه اللى جاية أعنف وأقوى والله أعلم بنهايتها لآنها 6 بليون دولار
دواعى الأزمه المالية من الكريدتد كارت
المعلم بيتوقع والعلم عند الله بكره أعلانات البورصه أشترى سهم وخد سهم
وقبل ما أقفل القهوة وأروح
بدأت حمله فى لندن من معارض السيارات منذ أسبوع بالتمام على السيارات
/ أشترى واحده وخد واحده أو هات صاحبك وتعالى خدوا سيارتين
وأدفعوا حق واحده
دا غير سوق العقارات فى أمريكا اللى وقع خالص
أخبار قهوة فحمه طازه أول بأول
جبلى واحد صودا أبلع الأخبار اللى بتوقف فى الزور ربنا يستر
عمران

الخميس، 13 نوفمبر 2008

مصيبة وحطت علينا .....

من جريدة المصري اليوم -------------- تفاصيل قانون الخصخصة الجديد: نقل ملكية أصول الدولة إلى ٤١ مليون مواطن كتب مصباح قطب ٩/ ١١/ ٢٠٠٨ أحمد نظيف حصلت «المصرى اليوم» على الملامح الأساسية للتشريع الجديد، الذى تعده الحكومة والحزب الوطنى، لإدارة أصول الدولة. كشفت مصادر مطلعة أن الرئيس مبارك سيصدر قراراً جمهورياً بإنشاء جهاز قومى لإدارة وتعظيم قيمة الأصول العامة، بدلاً من وزارة الاستثمار، إضافة إلى إنشاء ما يسمى «صندوق الأجيال»، تؤول إليه نسبة من أسهم الأصول العامة، ووضع آلية لتوزيع أسهم على المواطنين، بصرف النظر عن دخولهم. ويقضى التصور الأولى للتشريع الجديد بحق المواطنين فى التصرف فى أسهمهم من اليوم الأول لتملكها، ومن المتوقع أن يبلغ عدد من يحصلون على الأسهم ٤١ مليون مواطن. وأوضحت المصادر أن فكرة التشريع مستوحاة من تجارب دول فى أوروبا الشرقية، وأن الحكومة تبحث منذ عامين عن مخرج، لتعثر برنامج إدارة الأصول، والتخلص من صداع ردود فعل الرأى العام. وكشفت المصادر أنه بموجب التشريع المقترح سيتم «بيع كل ما هو قابل للبيع مرة واحدة عبر شركة قابضة (بياعة) تنشأ لهذا الغرض وتزول بانتهاء مهمتها». كما يقضى باحتفاظ الدولة بأغلبية مطلقة «٦٧٪» أو أكثر فى الشركات الحيوية، ومنها «الألومنيوم» و«الحديد والصلب» و«الكوك» و«القومية للأسمنت» وشركات الدواء والأسمدة والسكر والصناعات التكاملية و«غزل المحلة»، كما تمتلك الدولة أغلبية «النصف + ١» فى أصول أخرى وحصص أقلية لا تقل عن ٣٠٪ فى شريحة ثالثة من الأصول، على أن تخضع تلك الأخيرة لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات. وقالت مصادر قضائية لـ «المصرى اليوم» إن لجنة سرية بدأت إعداد المسودة الأولية للتشريع، ويحتفظ الدكتور محمود محيى الدين، وزير الاستثمار، بأوراق هذه اللجنة، ولم يسلم مشروع المسودة حتى الآن إلى قسم التشريع بمجلس الدولة. من جانبه، أجاب الدكتور محمود محيى الدين عن تساؤلات تحيط التشريع الجديد، فى تصريحات صحفية قالها لـ ٣ من المحررين الاقتصاديين، مؤكداً أن بنود هذا التشريع ستنص على منح الأرض للنشاط فقط، على أن تؤول ملكية أراض أخرى إلى الشركة القابضة أو الجهاز القومى، فيما يؤول فائض عمليات الجهاز نفسه إلى وزارة المالية. أضاف محيى الدين أن لائحة التشريع ستنظم إدارة الشركات التى يملك الجمهور أغلب أسهمها، موضحاً أن المواطن سيتملك حصته فى مجموع الأسهم التى ستوزع للشركات المقرر بيعها، وليس أسهماً فى شركة محددة، ويحصل كل مواطن على كوبون توزيعات حال احتفاظه بالحصة، يعادل نصيبه من إجمالى أرباح المحفظة كلها، وفى حال رفض مواطن تسلم أسهمه تظل باسمه لمدة عام، ثم تؤول إلى صندوق الأجيال. وأوضح وزير الاستثمار أن رئيس الجمهورية كان قد طلب فى مؤتمر الحزب الوطنى عام ٢٠٠٧ إشراك الشعب فى الانتفاع بفوائد برنامج إدارة الأصول المملوكة للدولة، بأسلوب يتيح للناس الإحساس بثروتهم الوطنية. وأكد محيى الدين أن خبراء راجعوا دستورية القواعد الجديدة قبل إعلانها قريباً، مشيراً إلى أنه لن يرأس بعد ذلك الجمعيات العامة للشركات القابضة، ليتفرغ لدوره السياسى كوزير. طالع المزيد تشريع جديد للانتهاء من الخصخصة.. ونقل ملكية الشركات العامة لـ٤١ مليون مواطن بعد ما نشرح الكلام ده وندخل فى صلب الموضوع يا تكلم نفسك يا تكلم نفسك

الخميس، 6 نوفمبر 2008

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

شجرة الدر و شمطاء القرن 21

شجرة الدر و شمطاء القرن 21 أمنا الغولة الحرامية ذات الجنسية البريطانية و حاكمة مصر الفعلية و العميلة لجهات أجنبية و بفضل علاقتها السرية عين زوجها نائبا لرئيس الجمهورية السفاح الديكتاتور الفاشى الذى خان و تآمر على ولى نعمتة و رئيسة السادات الذى قتلة لحساب أسيادة العائلة الماجنة السعودية و استولى على السلطة و ظل يغتصبها فخرب مصر و سفك دماء شعبها و سفح أمواله و استباح عرضة و لوث شرفة و حطم رجولتة لكى يبقى هو و عائلتة و بطانتة الفاسدة وريث مصر الفاشى الشاذ ذو الجنسية البريطانية أكبر حرامى و مدمن هروين و تاجر سلاح و مخدرات و كل شئ هذا الشيطان لن يتراجع عن مؤامرة التمديد أو التوريث الا بقتال بعد أن ظل بالقمع المسلح و قانون الطوارئ يستبيح ثروة و عرض و كرامة و سمعة هذة الأمة طيلة ربع قرن الذى لم يقدم لمصر شئ خلالة سوى الخراب و الخراب و الخراب ملوك الأنانية و النرجسية و عشق الذات و حب الظهور و الاستعراض و هى علامات بل و أعراض لأمراض نفسية و عقلية خطيرة تعانى منها عائلة مبارك و يدفع ثمنها الشعب المصرى و العربى. الشعوب هى التى تدفع غاليا ثمن الأمراض النفسية و العقلية التى يعانى منها زعمائها " لو استمرت الأمور على حالها، فمصر رايحة فى ستين داهية "محمد حسنين هيكل " مبارك يفضل أن يكون رئيسا لبقايا و أطلال دولة مثل مصر على أن يكون مواطنا فى دولة ديموقراطية. و لكونة حرامى مريض و لا يشبع يجاهد مبارك ليستمر فى حكم مصر مدى الحياة بأى ثمن أو تضحية ليضمن مص أخر قطرة من دماء هذا البلد المكلوب" أحد كبار رموز نظام مبارك السابقين " ان حكم شعب من البهائم أسهل ألف مرة من حكم شعب عاقل و مستنير ".شعار مبارك و اخوانة الحكام العرب الطغاة " ما هو علاء و جمال زى ولادك يا وجية "هذا ما قالة حسنى مبارك بالحرف الواحد منذ اكثر من 15 عام للمرحوم وجية أباظة وكيل عام شركة بيجو عندما ذهب لمبارك ليشتكى لة أن علاء و جمال مبارك يفرضان علية دفع عمولة ضخمة لهما عن كل سيارة بيجو تباع فى مصر >> ضرب و خطف و تصفية الصحافيين و المعارضين هى عمليات قذرة تنفذها ميليشيا سرية تابعة للجنة السياسات أنشئها جمال مبارك منذ 3 سنوات ليفرض بها سيطرتة على مقاليد الحكم و مقدرات البلاد<< " ثروة مبارك تتراوح بين 45 و 55 مليار دولار " طبقا لتقرير لصحيفة أمريكية منعت من دخول مصر أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه كان هذا هو القسم الذى أداة مبارك أمام مجلس الشعب بعد قتلة للسادات و اغتصابة للحكم عام 1981 الا انة يحنث فية كل يوم منذ ذلك التاريخ عصابة التمديد و التوريث اذا كنت تعيش فى مصر مبارك فالموت يحيط بك من كل جانب. قد تموت من سرطان الرئة اذا تنفست سحابة القاهرة السوداء و ما حولها من محافظات كما فعل أحمد زكى و ملايين غيرة. قد تموت من سرطان الأمعاء أو الفشل الكلوى نتيجة لشربك مياة النيل الملوثة الثقيلة. اذا لم تمت من التسمم الغذائي نتيجة لتناولك لحوم و فراخ و بيض ملوث بالسالمونيلا أو الشيجيلا فانك حتما ستصاب بالضعف الجنسى أو تصبح مخنثا بسبب حبوب منع الحمل المدعمة التى تضاف كل يوم الى علف الماشية و الدواجن. و توجد أيضا أسباب رئيسية أخرى للوفاة فى مصر. قد تموت فى أى من المواقف التالية:1- فى هجوم ارهابى تشنة الحكومة لتستخدمة كحجة أو زريعة للابقاء على قانون الطوارئ و تعطيل الاصلاح و ابتزاز الغرب. ألم يحافظ مبارك على كرسية و قانون الطوارئ بالارهاب الذى شنتة أو شجعتة الحكومة فى التسعينيات من القرن الماضى؟2- قد تموت تحت التعذيب.3- أو أثناء اختطافك مثل رضا هلال و غيرة.4- أو أثناء اعطاءك علقة ساخنة بواسطة فتوات ميليشيا جمال مبارك السرية.5- قد تموت فى السجن أو فى عربة الترحيلات.6- قد تموت من الفقر و سؤ التغذية.7- قد تسقط فى بالوعة مكشوفة أو تصعق بكابل جهد عالى.8- فى حاثة فى المرور الفوضة الذى أصبح أسؤ مرور فى العالم نتيجة أن أكثر من 70% من السائقين من مدمنى الحشيش و 100% من رجال المرور فاسدين.9- قد تموت نتيجة لخسارتك كل أموالك فى بزنيس لم يكن علاء و جمال مبارك شريكين فية.يوجد سبب أخر جديد للوفاة فى مصر و هو انك قد تموت من اكتئاب عميق و انهيار عصبى حاد نتيجة لجهلك ما يخبئة لك القدر و ماذا سيحدث لك و لعائلتك و بلدك فى المستقبل القريب جدا. فى الواقع يعلم كل مصرى أن أشياء سيئة ستحدث لة و لبلدة فى الأشهر القليلة جدا القادمة. اعتداءات مبارك السافرة على القانون و الدستور تستوجب القبض علية و محاكمتة بتهمة الخيانة العظمى استهل حسنى مبارك اعتداءاتة السافرة على القانون و الدستور منذ الوهلة الأولى لاستيلائة على السلطة بالبلاد بعد تنفيذة لمؤامرة اغتيال أنور السادات التى كلفه بها أسيادة فى العائلة المالكة السعودية.خالف مبارك معظم مواد الدستور بما فيها المادة الخاصة بحلف رئيس الجمهورية لليمين الدستورى الذى يؤدية أمام مجلس الشعب عند تولية السلطة لان مبارك لا يحافظ مخلصا على النظام الجمهورى بسعية لتوريث السلطة لولدة و باصرارة على ترك منصب نائب رئيس الجمهورية خاليا مما يعرض النظام الجمهورى و سلامة و استقلال أراضى الوطن للخطر فى حالة تعرض مبارك لأى مكروة مفاجئ. و استئثار مبارك بالسلطة و احتكارة لها و رفضة تداولها طيلة 27 عاما بالقمع المسلح و بتزوير الانتخابات و بفرض قانون باطل للطوارئ و بالقضاء على المجتمع المدنى بأسرة يضر ضرارا بالغا بمؤسسات الدولة و بالشعب و يسلبة سيادتة و سلطاتة كما يلغى مبدأ أن سيادة القانون أساس الحكم بالدولة .و يكون مبارك بذلك مخالفا و ضاربا بعرض الحائط بمواد الدستور73 و 79 و 82 و 62 و 64 و 65 و 57 و 48 و 47 و 45 و 44 و 42 و 41 و 40 و 3 . تحدد المادة رقم 74 من الدستور الاجراءات السريعة التى يجوز لرئيس الجمهورية اتخاذها اذا قام خطر يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها الدستورى. و قد اشترطت هذة المادة لصحة الاجراءات التى لرئيس الجمهورية اتخاذها لمواجهة هذا الخطر أن يوجة بيانا الى الشعب، ويجرى الاستفتاء على ما اتخذه من اجراءات خلال ستين يوما من اتخاذها . و حيث أن حسنى مبارك قد فرض قانون الطوارئ بموجب هذة المادة دون أن يستفتى الشعب علية فى خلال 60 يوما من فرضة فى عام 1981 أو حتى فى أى وقت أخر لذا فان قانون الطوارئ هذا ولد باطلا و منعدما و يضحى كل ما ترتب علية و نجم عنة باطلا و منعدما كما يكون كل من ساهم فى صياغة و اقرار و فرض و العمل و مد العمل بهذا القانون الباطل الجائر لمدة 27 عام دون حق أو مسوغ من القانون مما أدى الى اغتيال الشعب المصرى و تخريب البلاد طولا و عرضا مرتكبا لجرائم الخيانة العظمى و تخريب الاقتصاد القومى و تدمير مؤسسات الدولة أو اعاقتها عن أداء دورها الدستورى و افساد الحياة السياسية بالبلاد و تفتيت الوحدة الوطنية و اغتصاب السلطة و سلب السلطات الدستورية للشعب و ارتكاب جرائم ضد الانسانية و تسهيل الاستيلاء على ثراوات الشعب و المال العام و تعريض الأمن القومى للخطر.و بناء على ما تقدم و على أحكام قضائية نهائية و التى قضت بأن كل الانتخابات التى تمت فى عهد حسنى مبارك مطعون فى نزاهتها و مزورة و على حكم للمحكمة الدستورية العليا الذى قضى ببطلان كافة الاستفتاءات و الانتخابات التى تمت فى هذا العهد لعدم اشراف القضاء اشرافا كاملا على كل مراحلها، لذلك فان حسنى مبارك ليس رئيسا لمصر شرعا و قانونا و يتعين لذلك الانهاء الفورى لوجودة و وجود زمرتة الحاكمة و المؤسسات التى تدين لة بالولاء فى السلطة الأمر الذى يعطى الشعب أو أى فئة أو جماعة منة الحق فى ازاحة حسنى مبارك و نظامة عن الحكم بأى وسيلة متاحة لمنعة من ارتكاب مزيد من الجرائم فى حق الشعب و الأمة و أفضلها هو العصيان المدنى و الاضراب العام الذى يتعين على تحالف أحزاب المعارضة تنظيمهما و دعوة الشعب الى المشاركة فيهما بعد توجية انذارا نهائيا لمبارك بالتخلى عن السلطة فورا أمام مؤتمرا صحفيا عالميا. كما يتعين شن حملة دولية لادانة حسنى مبارك و منعة من تجديد فترة رئاستة أو توريث السلطة لولدة أو زوجتة. عليا الحرنكش عليا الحرنكش ياريس مبارك...
في عصر مزركش ملون بنارك...
لأبيعك وأبايع حكومة حمارك...
ملعون أبو اللي يقدر يقاطع قرارك...
نهاره مقندل وليله مبارك...
فهمبك وهيص وطلع في ديننا...
أكيد هو طالع يشاهد جمالك...
جمالك جمالنا سوزانك سوزاننا...
يامحلا لمصر اللي جالنانسيمها...
في عصرك بيشوي ف بدنا...
أأيد وأبايع فخامة جلالتك...
وأأيد أي واحد بيمسح ريالتك...

الاثنين، 13 أكتوبر 2008

الطريق الى الله ...........

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
طب القلوب ودواءها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضياءهامحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
هذه مقالة لى منذ مده تحتوى على الحقيقة من عدة مراجع
والحمدلله والشكر له أن فيها ما يفيد لكثره الحديث عن العلمانية والأشتراكية والشيوعية وكلمات رنانه كثيرة تأتى الى أسماعنا وننساق خلفها بلا دراسه أو وعى
وهى مستنده الى الحقيقة
كما وردت فى الأبحاث والمراجع وقد أثنى عليها الكثيرين
نطلب من الله الهداية للجميع حتى للرئيس والحكومة ومن يحللوا الأشياء تحت مبرر العلمانية ويدعوا للتحرر بصورة خاطئه
تحياتى لكم وأحترامى وفى ميزان حسناتنا أنشاء الله
العلمانية بالإنجليزية ,, سكيولاريزم ,, وترجمتها اللادينية أوالدنيوية , وهي دعوة إلى إقامة الحياة على غير الدين وتعني في جانبها السياسيبالذات اللادينية في الحكم وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم والمذهب العلمي ,, ولقد تأسست هذه الدعوة في أوروبا وعمت أقطار العالم بتأثير الاستعمار والتبشيروالشيوعية وقد أدت ظروف عده على انتشارها قبل وبعد الثورة الفرنسية 1789 وتبلورمنهجها وأفكارها وتطورت أحداثها حسب الترتيب التالي ولكن باختصار حتى نقطه معينهلكي يفهم المسلم ما سبب وجود مثل هذه الفتن 1- تحول رجال الدين إلى طواغيتومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الإكليروس والرهبانية والعشاء الرباني وصكوكالغفران 2- وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيلها لمحاكم التفتيشواتهام العلماء بالهرطقة-كوبرنيكوس : نشر سنه 1543 كتاب حركات الأجرام السماويةوقد حرمت الكنيسة هذا الكتاب -جردانو : صنع التلسكوب فعُذب عذاباً شديداً وعمره 70 سنه وتوفى في 1642 - ديكارت : أخذ يدعو إلى تطبيق المنهج العقلي في الفكروالحياة - بيكــــون : ظهر بمبدئه التجريبي وأراد تطبيقه على كل شئ -سبينوزا : صاحب مدرسة النقد التاريخي وقد كان مصيره الحرق -جون لوك : طالببإخضاع الوحي للعقل عند التعارض 3- ظهور مبدأ العقل والطبيعة والمناداة بالتحرروإضفاء صفات الإله على الطبيعة4- الثورة الفرنسية : نتيجة الصراع بين الكنيسةوالحركة الجديدة ولادة الحكومة الفرنسية 1789 وهي أول حكومة لا دينيه 5- عصرالتنوير الذي مهد لإرهاصات الثورة : وهو بدا الكتاب في طرح أفكارهم ومنهم جان جاكروسو وكتابه العقد الاجتماعي الذي يعد أنجيل الثورة و مونتيسكيو و وليم جودين الذيدعا للعلمانية 1793 دعوى صريحة وفولتير ( القانون الطبيعي ) وسبينوزا ( يهودي) والذي يعتبر من رواد العلمانية 6- ميرابو : الذي يعد خطيبا وزعيم وفيلسوفالثورة الفرنسية 7- سارت الجموع الغوغائية لهدم الباستيل وشعارهم الخبز ثم تحولبعدها إلى الحرية والمساواة و كان شعار ماسوني ولتسقط الرجعية والمقصود بها الدين ,, وتغلغل اليهود بهذا الشعار لكسر حواجز الفوارق الدينية بينهم وبين الدولة وأصبحتالثورة من على مظالم رجال الدين إلى ثوره على الدين نفسه 8- نظريه التطور : ظهور كتاب أصل الأنواع لتشارلز براون والذي يركز على قانون الانتقاء الطبيعي ,, حيثوضح أن نسب الجد الحقيقي للإنسان عبارة عن جرثومة صغيره عاشت في مستنقع راكد قبلملايين السنيين ,, والقرد مرحله من مراحل التطور للإنسان 9- ظهور نيتشه : وفلسفته غبية جدا حيث زعم أن الإله قد مات وان الإنسان يجب أن يحل محله 10- دوركايم : ( اليهودي) جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي 11- فرويد : ( اليهودي) اعتمد الدافع الجنسي مفسر الكل الظواهر , والإنسان حيوان جنسيفي نظره 12- جان بول سارتر في ( الوجودية ) و كولن ولسون في (اللامنتمي ) يدعوان إلى الوجودية والإلحاد 13- ادخل الخديوي إسماعيل القانون الفرنسي 1883وبما انه كان مفتوناً بالغرب كان أمله ومنى عينه أن يجعل مصر قطعه من أوروبا وألغىما تبقى من ريحة الشريعه فى القانون وادخلنا فى عصر لا زلنا ندفع ثمنه حتىالآن14- الهند : تم إلغاء الشريعة سنه 1791 نظراً للاحتلال الإنجليزي 15- الجزائر : أُلغيت الشريعة بعد الاحتلال الفرنسي لها سنه 1830 16- تونس الخضراء : ادخل القانون الفرنسي لها في 1906 17- المغرب : ادخل القانون الفرنسي سنه 1913 18- تركيا : لبست العلمانية بعد سقوط الخلافة وبقيادة المبجل كمال اتاتوركالذي لا يقتل الشيوخ والأطفال والنساء لأنه مسكين طاهر وإنما قضى على الأسلام كلهوعلى تاريخ 19- العراق والشام : ألغيت الشريعة بعد ثبوت إقدام الإنجليزوالفرنسيين على أيام الخلافة العثمانية نفسها 20- معظم إفريقيا بها حكوماتصنمية بقرية امتلكت السلطة بعد رحيل الاستعمار منها 21- إندونيسيا ومعظم بلادجنوب شرق آسيا دول علمانية بعد تسلم السلطه لعلمانيين تدربوا أيد منظمات تسعى للفتكبالدين ولها تميل ولعلمك الدين المسيحى مساوى للدين الأسلامى فى الفتك به عندالعلمانية وهذا ما أدى لآنتشار الأباحية بشكل مخيف وغلنى 22- انتشارالأحزاب العلمانية والنزاعات القومية : حزب البعث , الحزب القومي السوري , النزعةالفرعونية (دحنا فراعنا يابيه .. من تشبه بقومٍ حشر معهم يوم القيامة )النزعةالطورانيه , القومية العربية 23- دعاه العلمانية في العالم العربي والإسلامي وهم : احمد لطفي السيد , إسماعيل مظهر , قاسم أمين , طه حسين . عبد العزيز فهمي , ميشيل عفلق , انطوان سعادة , السادات ( لا دين في السياسه ولا سياسة في الدين ) سوكارنو , سوهارتو , نهرو , اتاتورك الطاهر , جمال عبد الناصر مع الأحترام الشديدلآنجازاته وألان معمر المخرفاتى .زين الدين بن على . وملك الأردن . بشار الأسد . وأنظمه كامله ماسونية أيضا تحكم الدول العربية وألأسلامية وخيبتنا الكبير فىمعلمنا الكبير حسنى أبو الزاميرالأفكار والمعتقدات : - بعضهم لا يؤمن بوجودالله عز و جل نهائيا . ويدعى بان الكون وجد من العدم وليس له خالق - بعضهم يؤمنبوجود الله ولكن يعتقد بعدم وجود أية علاقة بين الله وبين حياة الإنسان والرزقوالممات- و من أمثال بعضهم يعتقد أن الحياة تقوم على أساس مطلق وتحت سلطانالعقل والتجريب - ومنهم يعتقد إقامه حاجز سميك بين عالمي الروح والمادة , والقيم الروحية لديهم قيم سلبية . - إقامة الحياة على أساس مادي وفصل الدين عنالسياسة والسياسه عن الدين وأقامة قوانين وضعية- تطبيق بدا النفعية على كل شيءفي الحياة .. وما أدراك بمبدأ النفعية ( البراكماتيزم ) وهذا ما أختصرته لك فى كلشىء من أجل الوصول- مبدأ ( الميكافيليه ) في فلسفه الحكم والسياسة والأدب -نشر الإباحية والفوضى وتهديم كيان الأسر المحافظة على الدين كونها نواة البنيةالتحتية للمجتمع الإسلامي ... وهدم هرم الأخلاق من القاعده- والمعتقداتالعلمانية في العالم الإسلامي بفضل التبشير منتشرة على النحو التالي :1- الطعنفي حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة وأهانة كتاب الله 2- الزعم بأن الإسلاماستنفد أغراضه وهو عبارة عن طقوس وشعائر روحيه .3- الزعم أن الفقه الإسلاميمأخوذ عن القانون الروماني ( تخارف واحد متعرى )4- الزعم أن الإسلام لا يتلائممع الحضارة ويدعو للتخلف 5- الدعوة إلى تحرير المر أه وفق الأسلوب الغربي 6- تشويه الحضارة الإسلامية و تضخيم الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي بزعمأنها حركات إصلاح 7- إحياء الحضارات القديمة .. وتقديسها وعدم التعامل معها كاتاريخ ( فرعون ذى الآتاد ) برهان على صحه كتاب الله العزيز8- تربيه الأجيالتربيه لا دينيه .وهذا واضح وجلى بتغيير أيات فى التعليم وتغيير مناهج يا عم دى ناسبتزرع كويس وأحنا بناكل ونشرب حاجه ببلاش كده 9- اقتباس الأنظمة والمناهجاللادينية عن الغرب وأدخالها فى لغتنا فرانكو أراب لآضعاف لغتنا الجميله إذاوجد عذر ما لوجود العلمانية في الغرب فلا يوجد أي عذر لوجودها في الإسلام وفىحياتنا الجذور الفكرية والعقائدية : 1- العداء المطلق للكنيسة وثانيا للدينأي أن كان سواء وقف إلى جانب العلم أم عاداه 2- طبعا لليهود دور بارز في إحياءالعلمانية لكي تزيل الحاجز الديني الذي يقف أمامهم سداً منيعاً 3- الفرد هوايتهو : ما من مسألة ناقض العلم فيها الدين إلا وكان الصواب بجانب العلم والخطأ بجانبالدين نظرية ضعيفه 4- تعميم نظريه ( العداء بين العلم من جهة والدين من جهة ) لكي تشمل يا إخوان الدين الإسلامي مع النظر بعين الاعتبار أن الإسلام لم يقف حائلاضد الحياة والعلم مثل الكنيسة بل وكان سبّاقاً لتطبيق المنهج التجريبي ونشرالعلوم5- إنكار الآخرة وعدم العمل لها واليقين بان الحياة هي المجال الوحيدللمتع والملذات .. طب ده كلام ومواقع النفوذ لهذه العقيدة بفرنسا وميلادها الذييحتفل به منذ سنه 1789 إلى أن انتشرت في أوروبا كلها والى العالم الإسلامي . أخوكم في الله حسن عمران
دراسه منقوله من مراجع وأبحاث ومقالات كتاب وتم تنسيقهم فى مقاله واحده ربنا يتولانا برحمته

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2008

غدا 6 أكتوبر2

تاتى يا عيد الأنتصارات ونحن مهزمون ومسجونون فى زنزالة العزله ... ننظر لك بأنكسار من خلال نوافذ يدخل منها شعاع أمل ويخرج منها أنفاس محمله باليأس والخزى والعار تأتى يا عيد الأنتصارات ونحن كا الجثمان المسجى على الأرض وبجواره ينتظر تابوت الاحلام لياخذه الى مثواه الأخير وتتناثر على الأرصفه الذكريات ... تأتى يا عيد مثل حلم عزيز مصر سنين عجاف لينتهى بينا المطاف بعصا نخرها السوس لتصبح هشه من الداخل ونحن ندور فى دوامة الوطن حول سواقى تنزح من بئر تفوح منه رائحة المسك والعنبر مملوءه بدماء شهداءنا الابرار لتروى رمل سيناء وتحكى قصص بطولات سطرها هؤلاء الأبطال أما نحن فلتنحنى رؤسنا أجلال وأحترام لكم ايها الأبطال ... تأتى يا عيد ونحن مكبلون بالسلاسل والسجان وحراسه يسقونا ترياق الدجل والكذب ليوهمونا ويكمموا أفواهنا عن قول الحقيقه ... تاتى يا عيد وتذهب مدينتنا من النور الى الظلام بعد أن لبست ثوب الجهل لتصبح مدينه خراب يسكنها الغراب ويعلو فيها صوت البوم بالصراخ ليمحوا صوت الحق ويضيع الكلام وتجف الأقلام إلا قلم هامان ... تأتى يا عيد ونحن نتقوقع داخل شرنقه لننقرض وتبقى أنت يا عيد باقى لنا أمل نتشبث به يرسل لنا خيوط من نور تبعث فينا الحياة ونعود من جديد شكرا يا عيد --------------- كتابات / عمران

الأحد، 5 أكتوبر 2008

غدا 6 أكتوبر............

غدا 6 أكتوبر .......... الى كل شهيد ذهبت روحه الطاهرة الى بارئها وسالت دمائه تروى كل حبه رمل فى سينا الى كل مصاب أصيب بطلقه أو بدانه أو قطعت يده أو رجله أنت لوحه شرف لنا جميعا الى كل مصرى شارك فى معركه الكرامه والشرف وعاد اليوم سواء كان حى أو توفى الى رحمة الله اليوم نرسل لكم رساله حب ونتذكركم بقوة لآننا محتاجين أن نتذكركم فعلا أكثر من أى وقت مضى كلما شا هدنا مصرنا وما وصلت له من تردى الحال أقول لكم أنتم رفعتم علم مصر عاليا بدمائكم وحرقتم علم أسرائيل أما نحن فرفعنا علم مصر فى مبارايات المنتخب وعندما يغنى مطرب فى مارينا ورفعنا علم أسرائيل فى وسط القاهرة تحياتى لكم بكل حب أنحنى لله ولكم لآقدم التحية لآنكم رفعتم رأسى عاليا الى كل شبابنا المحترمين والذين لم يحالفهم الحظ للتعايش مع يوم من أيام عمر مصر كلها يوم لم ترى فى مصر أحد يشكو الجوع أو العطش او الفقر وإنما كانت كل مصر مصر فقط ولا شىء آخر سكون تام مع أول بيان تتضامن حب لم ترى مصر مثله عبر الزمان زمن الرجال المحترمين أهديكم بعض الأشياء الجميله وعليك أن تتخيلها فى حلمك قصص رجال أسود أحبوا الله فا أحبهم
أسود سيناءالشهيد أحمد حمدى
ضرب العميد أركان حرب احمد حمدى نائب مدير المهندسيين العسكريين وقائد أحد ألوية الكبارى المثل الأعلى فى التضحية والفداء ، إذ استشهد وهو يشارك أفراد احد الكبارى فى إصلاحهيقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( تكبد رجال المهندسين نسبة عالية من الخسائر أثناء فتح الممرات فى الساتر الترابى وإنشاء الكبارى ، إلا أنهم ضربوا المثل فى الإصرار على تنفيذ المهام والتضحية بالنفس فى سبيل الواجب ... واستشهد منهم أحد قادة المهندسين البارزين هو العميد أحمد حمدى الذى أطلق إسمه على نفق قناة السويس بعد الحرب ( نفق الشهيد أحمد حمدى ) .... لقد أحزننى خبر استشهاده ، لأنى عرفته عن قرب أثناء معارك القناة بعد حرب يوينو 67 عندما كنت أعمل رئيسا لأركان جبهة القناة ، وكان يعمل الشهيد أحمد حمدى فى الفرع الهندسى بالجبهة . كان هادئا فى طباعه وعلى درجة عالية من الكفاءة فى عمله الهندسى ، ولديه الأصرار التام على إنجاز مهامه مهما احتاج ذلك من جهد او وقت لا اتذكر ، أثناء الخدمة معا ، أنى رأيته فى مقر قيادة الجبهة إلا نادرا ، فقد كنت أراه دائما عائدا فى الساعات المتأخرة من الليل من الخطوط الأمامية بعد أن يكون قد أشرف على تنفيذ عمل هندسى تقوم به القوات او الوحدات الهندسيةويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية وقد أصيبت معظم الكبارى ، وأعيد إصلاحها أكثر من خمس مرات ، وقد ضرب العميد أحمد حمدى نائب مدير سلاح المهندسين وقائد احد ألوية الكبارى المثل الأعلى فى التضحية والفداء إذ استشهد بينما كان يشارك أفراد احد الكبارى فى عملية إصلاحه
...........................
على تواصل

الخميس، 28 أغسطس 2008

وآهى قاعدة ........

وآهى قاعدة
شوفى أختى الفاضله شوف أخى الفاضل
نحن على أبواب شهر من أحب الشهور للعبد والخالق
وهذا الشهر مش للمكسرات والأكل والتبزير دا شهر مليان خير كتير نتكلم فيه بالبلدى مش من أول يوم تقوم من النوم زهقان وتتخانق مع دبان وشك
مش معقول تفضل طول الليل سهران وتيجى الصبح تقولى الصيام .
أختى الفاضلة أوعى تجيبى سيرة الناس ولا لت وعجن وأحمدى الله كل يوم فيه ما فيش الحمد لله
سيبكوا من الفوانيس وحوادث الأتو بيس
وأتواضعوا وبلاش أمارة وما تنسوش تدعوا على اللى غرقوا العبارة
وأنتوا على الفطار أفتكروا اللى أتحرقوا فى القطار
واتذكروا كل لآبن آدم إلا الصيام لله
الصيام سكينه وتسامح وصبر وإلت كلام الصيام نعمه وفرصة للتصالح مع الزعلان
الصيام صدقات وتجارة مع الله لن تبور
الصيام وصل رحم ولمه
الصيام صلاة محسوبه بحسنات مضاعفه
الصيام فرصة فا أغتنموا الفرصة وأختموا القرآن
ولو لمرة واحده
جزاكم الله خير
وفى آخر الكلام لو علم الناس رمضان لتمنوا السنه رمضان رمضان كريم -----------------
عبد فقير الى الله __________________
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قالأفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائررواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن

الأربعاء، 6 أغسطس 2008

ماذا لو نمت وصحيت لقيت .....

ماذا لو نمت وصحيت لقيت ضمير الناس فى بلدنا صحى
الريس قدم أستقالته وطلب م الناس انها تسامحه وعليهم أنتخاب رئيس
والوزارة أعلنت عدم كفائتها فى قيادة البلد ورفع المعناة عن الناس
والموظف المرتشى تاب وخلص أوراقك بسرعه
وأمين الشرطه حررلك مخالفه ولما جيت تأبجه زعق وقالك أنت بترشينى أنت ما عندكش ضمير لولا حرام كنت عملتلك محضر رشوة
وواحد سبيته فى الشارع لما أتخبط فيك رد وقالك الله يسامحك
وبلطجى رأيته بيتوضأ وبيستعد للصلاة
وحشاش بيوزع صدقات على باب الحارة
وبنت ليل تابت وأعتكفت وحرمت على نفسها الخروج
وناظر مدرسه منع نهائى الدروس الخصوصية وأعلن معاقبة أى مدرس لا يشرح بضمير وعميد أحدى الكليات رفض وأبى أن أن يستخدم سلطته وأعطاء درجه معيد لآبنه وحرمان طالب آخر أحق
ونمت وصحيت ما لقيتش ناس بتسب الدين والمله وبتقول لبعضها صباح الخير
ولقيت الشوارع مكنوسه ومفيهاش مطبات ومحدش بيرمى الزباله
نمت وصحيت ما لقيتش فيه تعصب ولا شد وجذب بين الناس يا ترى حا يكون شعورك آييه
أرجوا أن تصف أو تصفى شعورك بأمانه تقبلوا تحياتى وأحترامى

الثلاثاء، 22 يوليو 2008

نهاية فتاة من الشرق

الحلقة الأخيرة الستائر الحريرية أهزيمة ساحقة أم انتصار باهر . . ؟ تساءلت أمينة في نفسها وتعجبت للإحساس المائع المشوه الذي يخالجها في ضراوة. وظلت لأيام تترنج لصدى كلمات الضابط التي تنخر في عظامها وعقلها، فلا تجد سوى مراراً خفياً كأنه دبيب نمل يسري بأوصالها. هكذا اقتُلعت مشاعرها من الجذور، وغرقت في سهوم قاتل يفتك بأعصابها ويزلزل جوانب إدراكها الباطن والظاهر. تقول أمينة في مذكراتها بعد ذلك: كانت كلمات الضابط كالسهام تخترق عقلي وجسدي . . فأصابت اتزاني وطوحت بآمالي وأوهامي . . وأغرقتني في محيط يموج بالغموض وينبض بالخوف . . والعدم. وأوشكت أن أصرخ فيه أن يرحمني ويصمت . . فيوقف رشق سهامه بأعضائي التي وهنت . . ونزحت عنها مسحة القوة. لكنه كان كمدفع رشاش أخرج كل رصاصاته في زخة واحدة. ترى . . لماذا جيء به إليّ . . ؟ ألكي يشعرني بحقارتي وجرمي . . ؟ أم ليوقظ بداخلي أحاسيس دفنت من زمن . . ؟ كل ما أذكره وقتها أنني فقدت رسالتي التي خلقت لأجلها . . وهي أنني لم أعد أصلح لأن أكون أماً. فكيف لامرأة مثلي حبلى بالخيانة أن ترضع طفلها وتحتويه، بينما هي تقتل الأطفال والشباب، وتموت أمهاتهم حزناً عليهم وأساً . . ؟ أكنت إذن واهمة الى حد فقدان العقل والتمييز . . ؟ أكنت أصارع طواحين الهواء كما كان يفعل دون كيشوت . . ؟ أين أنت الآن يا أمي لأفرد ذراعاي حول عنقك والتصق بصدرك الدافئ الحنون . . ؟ أين أنت يا أبي لتنتشلني من مصيبتي وتنير لي الطريق بالنصح كما كنت تفعل أيام طفولتي وشبابي . . ؟ أين هم إخوتي وكانوا لي ظلالاً وارفة تحميني من لسعة الحياة ومدب السيل الجارف . . ؟ أين شقيقاتي وخالاتي وعماتي . . ؟ أين ستائر حجرتي الحريرية ومرآتي . . ؟ ترى أتضم أمي الآن أشيائي وتلعنني أما أنها تبكي لمأساتي . . ؟ لم يبق لي من شيء سوى صمت كالموات يقتلني . . ودمعاتي . .؟" عجيبة حقاً تلك المرأة المثيرة، فلعلكم لاحظتم مثلي مدى تمكنها وبراعتها في وصف أدق خلجات ذاتها بأسلوب مشوق رائع، حتى أنني كثيراً ما كنت أقف مندهشاً أمام سطور مذكراتها، وأمام قدرتها الفائقة على تشريح انفعالاتها بلا تصنع. متنقلاً معها في راحة من موقف الى موقف آخر. وحيرني سؤال ظل يتردد بخاطري طوالي عملي بملفها: هل أسبغت عليها البراعة في التجسس براعة أخرى في الوصف والتحليل . . ؟ ربما يكون ذلك . . فالعمل التجسسي لا يقوم إلا على اليقظة الشديدة والحرص والدقة. والكتابة أيضاً لكي تدخل الى القلب وتحرك المشاعر تلزمها اليقظة في سرد الفكرة، والحرص على خط التصعيد الدرامي المترابط دون ملل، والدقة في الوصف وتقريب التخيل الى نبض الواقع في سرد الفكرة، كما أنني لاحظت أيضاً في مذكرات أمينة أنها تضج بالحيوية وانسكاب المشاعر، وتندفع بها في أحيان كثيرة - كما في نهاية الفقرة السابقة - الى السجع الموسيقي القريب من أوزان الشعر. فلو أنها اتجهت الى الكتابة لكانت الآن أديبة قديرة . . لكن . . هكذا فعلت بنفسها. الأنفاس اللاهثةوفي صباح التاسع من فبراير 1980، نقلت أمينة المفتي في سرية تامة الى معسكر جنوبي صيدا، وفي المساء تحت ستر الظلام أخذت الى بيروت، تحيط بسيارتها العسكرية عدة سيارات أخرى تقل قوات مسلحة، حيث أودعت حجرة مريحة بأحد مباني منظمة التحرير بحي الفكهاني، يحرسها أفراد لا حصر لهم مدججون بالسلاح. وعن ذلك اليوم جاء بمذكراتها وصفاً دقيقاً لأحداثه إذ تقول: "دخلت كهف السعرانة لأول مرة في الظلام، وغادرته نهار ذلك اليوم في الظلام أيضاً . . فقد عصبوا عينيّ خشية إصابتي بالعمى . . عندما أواجه ضوء الشمس المبهر فجأة، بعد 1651 يوماً في الظلام . . يا لهم من أناس طيبي القلب رائعين. أرادوني صحيحة النظر لأرى الفارق الواضح بين الوجوه عندما أغادرهم. وفي بيروت أدخلتني فتاتان نظيفتان الى الحمام، واستحممت لأول مرة منذ اعتقالي استحماماً كاملاً، ونمت مغماة بينهما ومكبلة بأحزمة رقيقة من الجلد، وأكلت أطعمة شهية حرمت منها لسنوات وكنت أطلبها بنفسي فيجيئونني بها. وأمام هذا الكرم الرائع طمعت فيما هو أكثر، فصارحت الضابط المنوط بحراستي بأمنية غالية الى نفسي، وهي أن أحادث أمي تليفونياً في عمان. ولما أخبرني الضابط بأن طلبي رفض بحسم، حسوت الحزن يأساً، وأيقنت بأنني لن أسمع صوتها أبداً . . طالما كنت في إسرائيل . . !!" لحظتئذ فقط . . أحست أمينة المفتي بندم شديد. فخروجها من لبنان الى إسرائيل هو بحق موت بطيء لا محالة. فالإسرائيليون سيرفضون بقوة سفرها لأي مكان آخر، وذلك لأن صورها نشرت بمعظم صحف العالم، إذ قد يصادفها فلسطيني فيقتلها غضباً ونأراً، ولن يستطيع الاسرائيليون على كل حال حراستها حراسة تامة خارج الدولة. لقد فكرت أمينة في حالها وحياتها بإسرائيل فيما بعد، ورأت أن كهف السعرانة كان لها السجن المؤقت قبل الإعدام، لكن إسرائيل ستكون الى الأبد السجن المرير، الذي سيقتلها فيه الندم والعذاب والحسرة والقلق والاكتئاب. إذن فالموت السريع في لبنان لأهون ألف مرة . . بل إنه الخلاص من ثورات داخلية ستفتك بها وتقودها غصباً عنها الى حافة الجنون. لذلك صرخت قرب منتصف الليل وملأ صراخها المبنى كله وهي تقول: "لا أريد العودة الى إسرائيل . . لا أريد إسرائيل". هجمت عليها الفتاتان قبلما تتقطع الأربطة الجلدية، واندفع الى حجرتها على الفور عدد كبير من الضباط والجنود، شرعوا في الحال في تضعيف قيودها، وكان جسدها النحيل ينتفض بعنف وشراسة، كأن قوة جبارة حلت به بعد ضعف وهدأة. وقال لها أحد الضباط: - فلتهدئي من فضلك . . فكل شيء أعد لسفرك الى إسرائيل. وبذات القوة والعصبية والصراخ قالت: - أعدموني هنا . . أو أرجعوني الى كهف السعرانة . . أنا أكره إسرائيل . . أكرهها . . - أجابها الضابط في هدوء: - إسرائيل هي وطنك الآن سيدتي. وكأنما تشد جذور أعصابها من أشواك الخوف قالت في هلع: - الإعدام أهون . . لماذا لم تعدموني . . ؟ أتخافون من إسرائيل . . ؟ رد الضابط في ثقة: - نحن أقوى من إسرائيل . . لذلك أرسلتك للتجسس علينا. - نعم . . تجسست عليكم . . فلماذا تعيدونني الى أعدائكم . . ؟ وبينما كان الطبيب يدخل مسرعاً الى الحجرة ممسكاً بيده محقن المخدر كان الضابط يجيب: - نحن نبادل امرأة خائنة برجلين من أبطالنا البواسل. بصقت أمينة في الهواء وانطلقت كالمدفع قائلة: - نعم أنا خائنة . . وسأخونكم ألف مرة لو أتيحت لي الفرصة . . فهيا تخلصوا مني وأعدموني "والتهديد بالخيانة هنا يعني قمة الندم". . . وعندها . . انقض جنديان على ذراعها يحبسان حركته، وأمكن للطبيب إفراغ المخدر بوريدها، وكان صراخها الحاد المسعور ترتج منه حوائط المكان . . وما هي الى هنيهة حتى بدأ يضعف . . ثم يخفت . . حتى هدأ تماماً. . تماماً . وسكن، وانهمد الجسد الممدد في استكانة، وما عاد يسمع سوى صدى لأنفاس لاهثة.أغنية القدسوفي الثالثة وعشر دقائق مساء يوم 13 فبراير 1980 مغماة بكيس أسود طويل وشبه مخدرة، اقتيدت أمينة المفتي مكبلة الى الملف في سيارة مصفحة الى المطار، تحاصرها عدة سيارات عسكرية ذات أنواع مختلفة. والى جوار سلم طائرة خطوط الشرق الأوسط - بوينج 737 - أنزلت بهدوء وسط حشد من الجنود، وتأبط ذراعها ضابطان فلسطينيان سحباها الى داخل الطائرة، التي أغلقت أبوابها في الحال وأخذت عجلاتها تنهش أسفلت الممر، وبداخلها أحد عشر ضابطاً فلسطينياً وأحد ممثلي منظمة الصليب الأحمر الدولي، حيث كان وجهتها ناحية الشمال . . الى أنقرة، خشية اعتراضها بواسطة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ومن هناك . . تعود بركابها من جديد الى الجنوب مرة أخرى . . الى حيث توجد جزيرة قبرص في عرض البحر المتوسط، تشير بإصبعها في أسى ناحية الإسكندرية، تلك الأرض العربية الخصبة التي استلبها الأتراك منا. وفي الطائرة . . انزوت أمينة على أحد المقاعد لا نملك من أمرها شيئاً . . لم تكن تبك أو تنتحب، ولم يلاحظ أحد من مرافقيها قسمات وجهها المستتر وقد كساه اصفرار الموت، أو سيل الدمع المنهمر في هدوء وصمت. لكن فجأة سمع لها نشيج بدا واهناً في البداية، ثم تحول شيئاً فشيئاً الى عويل متصل فبكاء يشبه العواء . . ولما أشعل الضابط الجالس الى جوارها سيجارته قال لها وهو ينفث دخانه الكثيف: - أأشغل لك واحدة .. ؟ صمتت للحظة ثم أجابت: - ما نوعها . . ؟ أجابها الضابط في اكتراث: - تونسية . . اسمها "سفاير الصفاء". قالت في تردد: - ألا يدخن أحدكم المارلبورو؟ رد الضابط في حسم: - نحن نكره الأمريكان وبضائعهم . . - أتعرف ماذا تعني كلمة مارلبورو . . ؟ دهش الضابط لسؤالها وأجاب: - نعم . . إنها تتكون من الحورف الأولى لعبارة إنجليزية تقول : الرجل دائما يتذكر الحب لان ... قاطعته وهي تقول : - أشعل لي سجارة من فضلك. فتحسس الرجل بأصبعه موضع فمها، وأخذت تسحب الدخان في نهم حتى امتلأ به الكيس من الداخل فسعلت وقالت في تأفف كفى: وانتبهت العقول لصوت حاد يردد: - قسماً بمن (*) . . خلق السماء بلا عمد . . قسماً بأيام الطفولة والرجولة . . والكهولة والتنسك والصلاة . . صلاة يوم الأربعاء . . قسماً بكل الميتين بلا كفن . . سيرد أبناء الزناة لنا الثمن . . أغلى ثمن . . قسماً بقدس صوته المجروح . . يحفر في السحابة والأبد . قسماً برب الأبرياء . . وبكل أودية الدماء. . سنذود عن قدس الأحبة . . عن تراب الأنبياء . . يا أيها القمر المسافر في حدائق مقلتي . . يا نخلة . . طرحت نبياً . . من نبي . . من نبي . . سنزود عن يافا . . وغزة . . والتراب المرمري . . حيث يرقد في الدجى . . عطر . . رقيق . . مريمي . . غداً سترجع كالعروس . . يزفها صوت الحلى . الحشد والتربصوداخل الطائرة اللبنانية البوينج 737 تكومت أمينة المفتي على مقعدها تنتحب في أسى، بينما أنشغل الضباط الفلسطينيون عنها بدراسة خطوات عملية التبادل التي شرحها لهم ممثل الصليب الأحمر. وفي الساعة الخامسة والنصف مساء كانت الطائرة تحلق فوق مطار لارناكا القبرصي، تنتظر الإذن بالهبوط. ولارناكا مدينة عريقة الملامح بها القلعة التركية ومتحف صغير ومدافع قديمة، ويموج الشارع الرئيسي بها بوجوه السائحين من مختلف الجنسيات، ومطارها هو المطار الرئيسي للجزيرة بعد أن فقدت نيقوسيا مطارها الدولي الذي أصبح مع خط التقسيم ضمن الحدود التركية. وقبرص منذ القدم وطوال الحروب الصليبية كانت دائماً مصدر خطر دائم على أرض فلسطين ومصر وسوريا، فقد كانت محطة دائمة لكل طوائف المرتزقة والباحثين عن المجد، وحاول مماليك مصر أكثر من مرة غزو الجزيرة فلم ينجحوا، ولكن العثمانيين، فعلوها عام 1570 واقتحموا لارناكا واستولوا على الجزيرة بأكملها. وخلال الحرب العالمية الثانية تحولت قبرص الى ساحة لكل العمليات الحربية الموجهة لمصر وفلسطين، وأصبحت فيما بعد مركزاً استراتيجياً لكل أنواع الاستخبارات العالمية - الأميركية والسوفيتية والإنجليزية والمصرية والإسرائيلية - وفي حواريها الضيقة وقراها الجبلية دارت كل أنواع المؤامرات من الاغتيالات الى الانقلابات الى الصفقات المشبوهة. لقد كان يوم 13 فبراير 1980 هو بحق يوماً عصيباً في قبرص، فالحياة بدت شبه متوقفة، وجحيم من القلق يخيم على الوجوه ويعم على أجهزة الدولة التي تحملت عبء إتمام عملية المبادلة فوق أراضيها دون الوقوع في أدنى خطأ قد يتسبب في كارثة تشوه وجه الجزيرة الآمن وتسيئ الى حكومتها أمام المحافل الدولية. لذلك . . اتخذ وزير الداخلية كل التدابير الأمنية اللازمة، وفق خطة رسمت بإحكام، بحيث تتم العملية بهدوء وبمظهر مشرف وتحت إشرافه هو شخصياً. فحاصرت المطار من الخارج عشرات من مركبات المدرعات والدبابات، الى جانب أعداد حاشدة من قوات الأمن تقف على أهبة الاستعداد، وبدا المنظر العام كأنه حشد لحرب مرتقبة، وتربص بعدو غاشم ينوي غزو الجزيرة. أما قوات العمليات الخاصة فقد امتلأت بها النوافذ وأسطح مباني المطار تحمل بنادق تلسكوبية رشاشة. وكان الوضع في الداخل اشد تعقيداً وسخونة، فقد جرى إخلاء المطار من السواتر الرملية والأكشاك، وكل ما يمكن استخدامه كساتر من النيران لأي عملية عسكرية أو فدائية محتملة، وأخرجت جميع السيارات التي تتبع خطوط الطيران العالمية، وكذلك شاحنات الماء والوقود وسلالم الصعود، كما أبعدت أيضاً الطائرات الرابضة على أرض المطار عن المكان الذي خصص لوقوف الطائرة الاسرائيلية، وانتظر أكثر من ألف وخمسمائة جندي مسلح، هم جميعاً من جنود المظلات والصاعقة والعمليات الخاصة المدربة تدريباً عالياً على الالتحام المباشر والاقتحام في حالات كوارث خطف الطائرات والسفن. واتخذ وزير الداخلية من برج المراقبة بالمطار مركز للإشراف على الموقع ككل وإصدار أوامره لقواته. سأقتله . . سأقتله وعندما حلقت الطائرة بأمينة المفتي مرتين فوق المطار أذن بها بالهبوط، وبعد دقائق قليلة كانت تقف على الممر فاتجهت إليها مسرعة عدة سيارات عسكرية ومدرعة واحدة، وأحاط بها رجال الكوماندوز من كل جانب. عندئذ تلقى الطيار اللبناني أمراً بفتح باب الطائرة الأيسر الأمامي، فصعد السلم في الحال ممثل الصليب الأحمر ومعه ثلاثة ضباط قبارصة بلباسهم المدني. كانت أمينة ترتدي بنطلوناً من الجينز الأزرق وبلوفر أحمر من الصوف ذي رقبة عالية، وكانت ما تزال مكبلة الى الخلف ومغماة عندما اقترب منها ممثل الصليب الأحمر، فكشف عن وجهها وأخذ يقلب بصره عدة مرات بينها وبين صورة لها كانت بيده، وبعدما تأكد من شخصيتها اوماً للضباط الثلاثة فتأكدوا من إحكام قيدها، وجذبوها بلطف مغماة الى باب الطائرة، بينما تثاقلت خطواتها وارتفع صوت نحيبها المتواصل بلا انقطاع. ولما عجزت ساقاها عن حملها، انحنى أحد الضباط في مواجهتها ورفعها رفعاً الى كتفه ونزل بها الى حيث تقف المدرعة أسفل السلم مباشرة، فدفع بها الى ا]دي التي امتدت من الداخل، وانطلقت المدرعة في سرعة قصوى الى إحدى حظائر الطائرات، التي تحرسها اثنتا عشرة مدرعة ومائة وسبعون مظلياً . أما الضباط الفلسطينيون فقد سلموا للقبارصة رشاشاتهم الكلاشينكوف، وأخذوا مع طاقم الطائرة الى إحدى القاعات الداخلية بالمطار المشددة الحراسة. وكان على الجميع حبس أنفاسه لمدة ساعة وربع الساعة، في انتظار هبوط الطائرة الإسرائيلية - العال - التي كانت ما تزال رابضة على أرض مطار اللد الإسرائيلي، وجاهزة للإقلاع فوراً بالأسيرين حال التأكد من وصول أمينة المفتي الى قبرص. لقد كان للفارق الزمني بين هبوط الطائرتين دلالات أمنية محسوبة جيداً وبعمق شديد، وهذا الأمر كان قد تم الاتفاق عليه مع الطرفين، والغرض منه طمأنتهما على توافر مساحة أمان تخدم هدفيهما، خاصة . . وتلك أول عملية تبادل تتم بينهما على الإطلاق، وكان أحد طرفيها جاسوس إسرائيلي "في 14 مارس 1979 بادلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - بقيادة جورج حبش - جندي إسرائيلي اسمه إبراهام عمراي أسرته لجبهة بعد أن ضل طريقه بالقرب من صور بستة وسبعين فلسطينياً كانوا بمعتقل عتليت. استقرت أمينة المفتي بداخل المدرعة القبرصية لا تملك إرادتها، وبدت كالتائهة وسط بحر متلاطم، تصرخ بصوت حاد مبحوح أحياناً . . وينساب نحيبها متحشرجاً أحياناً أخرى. لقد انقضت عليها مشاعر متباينة حطمت ثباتها وأعصابها التي كانت من قبل من فولاذ، وأخذ جسدها النحيل يهتز في اضطراب وانفعال، فاسترسلت في تشجنات الأسى المرير والخوف، وطلبت كثيراً من القبارصة حل عصابتها وقيودها فرفضوا، فقذفتهم بوابل من حمم السباب وقنعت في النهاية بما هي عليه وتصف لنا أمينة المفتي في مذكراتها تلك الدقائق العصيبة من حياتها فتقول: وبينما كنت بالمدرعة القبرصية أنتظر وصول الإسرائيليين . . عصفت بي الشكوك والأفكار . . وفكرت في موشيه. ترى . . هل حقيقة ما يزال حياً . .؟ هل ينتظرني بشوق ماداً ذراعيه بلهفة حبلى بالحب . . ؟ أم أنه مات بالفعل وقبّر بين حطام طائرته التي أسقطها السوريون. . ؟ وماذا لو أنه كان حياً. . ؟ هل سأقتله؟ هل سأنهش بطنه بأظافري وأسناني لقاء خداعه لي. . يا إلهي أيمكن لموشيه الحنون أن يتآمر ضدي أنا؟ أبعدما بعت ديني ووطني وأهلي لأجله يبيعني . . ؟ كيف سيشرح لي الأمر ويضغط على مشاعري لأصفح . . ؟ لن يستطيع التخلل الي من جديد ولو ركع أمامي . . لن أمنحه فرصة واحدة يظهر لي فيها ضعفه وندمه. . وكيف أصفح وكهف السعرانة موشم على جسدي، ومحفور بخلايا عقلي وأوردتي . . ومربوط بساعدي . .كيف . . كيف بالله أصفح وأهلي يمشون منكسي الرأس خزياً . . ؟ لن أضعف بعد اليوم أبداً أمام عواطفي . . وسأقتله . . نعم . . سأقتله بالسم. . بالرصاص . . بالحرق . . بدم الحيض . . عندي ألف حل لقتله أما فيما لو أنه كان ميتاً بالفعل . . فسأزرع عمري زهوراً على قبره . . إن كان له قبر . . !! ابتسامة الظفروفي الساعة 18.55 كانت الطائرة الاسرائيلية تقف على أرض مطار لارناكا، في المكان المخصص لها تماماً على بعد كيلو متر واحد من المدرعة التي تقل أمينة المفتي وبعد عشرة دقائق أذن لقائدها بفتح أبوابها. كانت لحظات عصيبة حقاً وطويلة كالدهر، إذ تتابعت الأنفاس ودقت الصدور عندما انفتح باب الطائرة، وبدلاً من أن يقفز منها فريق الكوماندوز الإسرائيلي المعروف باسم "النخبة" أو السايريت ماتاكال - أطل مندوب الصليب الأحمر الدولي ومن خلفه ظهر ضابط مخابرات إسرائيلي بلباس مدني. وعند نقطة محددة بمنتصف المسافة بين الطائرة والمدرعة ، كان ينتظر مندوب الصليب الأحمر الآخر. تصافح المندوبان وتحدثا لعدة ثوان، ثم اتجها بالضابط الإسرائيلي الى المدرعة. هذا . . في الوقت الذي أحيطت في الطائرة بأربعة مدرعات مسلحة، وبأكثر من مائة جندي من قوات العمليات الخاصة تلمس أصابعهم زناد بنادقهم الآلية في حذر ويقظة. إضافة الى مئات البنادق الرشاشة الأخرى التي صوبت باتجاه الطائرة من النوافذ وعلى الأسطح المجاورة. وعندما دخل الضابط الاسرائيلي الى المدرعة، كشف عن وجه أمينة الشاحب وأخرج من جيبه صورة لها وقال مبتسماً في إطمئنان: - لا عليك يا سيدتي . . ستعودين الى إسرائيل أكثر رونقاً . . وبهاءً. أجهشت أمينة بالبكاء وقالت في لهفة: - هل جاء موشيه معكم . . ؟ أجاب الضابط بدهشة: - موشيه من سيدتي . . ؟ جحظت عيناها في هلع ثم قطبت جبينها وهي تقول: - ألا تعرف زوجي موشيه بيراد . . ؟ ازداد دهشة الضابط الاسرائيلي وأجابها على الفور: - أوه . . الحديث هنا غير مناسب يا عزيزتي . . وعما قليل ستعرفين إجابات كل ما بعقلك من تساؤلات. قالت في فزع: - أرجوك . . أخبرني فقط أين موشيه . . ؟ أجاب دون تردد: - سيكون اللقاء حاراً في إسرائيل. هكذا قذف بكلمات لا تحمل إجابة محددة وغادر الى المدرعة مسرعاً، وترك أمينة تضرب أخماساً في أسداس لا تعرف ماذا يقصد بالضبط. أما الضابط فقد أدرك من سؤالها مدى براعة الخدعة الكبرى التي رسمها لها الفلسطينيون، وما سوف يؤدي اليه من تمزقات بعقل المسكينة البائسة. وبعدما خطا عدة خطوات بعيداً عن المدرعة . . رفع يده ملوحاً في إشارة لزملائه بالطائرة. . الذين كانوا يتابعونه بنظارات الميدان في قلق. وعند منتصف المسافة تماماً بين الطائرة والمدرعة وقف برفقة مندوب الصليب الأحمر . . بينما اتجه المندوب الآخر الى عربة عسكرية تقل ضابطاً فلسطينياً . . انطلقت بهما على عجل الى الطائرة وقبلما يترجلان أمام السلم المشدد الحراسة، كان الأسيران يقفان بالباب أعلى السلم حليقا الرأس . . يرتدي كل منهما بنطلوناً بنياً وجاكتاً بنياً أيضاً مبطناً بالفرو. . وعلى وجهيهما تبدو ابتسامة عريضة مؤججة بالفرح والظفر. فلما تعرف عليهما الضابط الفلسطيني . . لوح بيده الى مندوب الصليب الأحمر الواقف بمنتصف الطريق ينتظر إشارته. وعند ذلك . . استقل الضابط الفلسطيني العربة العسكرية الى داخل المطار . . لتبدأ عملية المبادلة بعد دقيقتين ونصف. غيمة الأملوفي ذات الوقت الذي أنزل فيه الأسيران بمصاحبة المندوب الدولي، أنزلت أمينة المفتي مع زميله الآخر أيضاً، وجميعهم مشوا بهدوء يزفر بالقلق الى المنتصف، حيث يقف الضابط الاسرائيلي بمفرده. وعندما اجتمع الستة عند نقطة التقاء واحدة، اتجهت أمينة المفتي مع الضابط الاسرائيلي الى الطائرة واتجه الاسيران الى صالة المطار يلوحان بعلامة النصر في زهو، ثم وقفا فجأة ونزعا كل ملابسهما الاسرائيلية، وبقيا لدقائق بالشورت الأبيض يهتفان في حماس ونشوة قبلما يدلفا المبنى. أما أمينة المفتي . . أو آني موشيه - فكانت تمشي وقد فكت عصابتها وقيودها كمن يمشي الى غرفة الإعدام - ووصف لنا المشهد المثير ضابط قبرصي . . وهو الميجور فنداكوس كوستريدس فقال: "كانت تلك اللحظات أكثر من عصيبة، فما كنت أشاهده عن قرب أمر مثير لم أره من قبل . . ولم تر قبرص شبيهاً به على مدار تاريخها. لقد كانت المرأة التعسة - آني موشيه - ترتجف في ذعر وهي بطريقها الى الطائرة الاسرائيلية، وكانت تجر ساقيها المرتعشتين المتكاسلتين في وهن وهي تتلفت خائرة الى ما حولها . . وتسحب أنفاس سيجارتها بعصبية واضطراب وكأنها تقاد الى الموت". وفي مذكراتها كتبت أمينة المفتي تقول: "لم أكن أسكر من قبل لدرجة فقدان الاتزان عندما كنت أشرب الويسكي بشراهة . . ولم يحدث يوماً أن سقطت مترنحة بفعل الخمر . . لكن يومها . . أحسست بأننين كمن شرب برميلاً كاملاً من الخمر الاسكتلندي المعتق . . فلا عقل لدي وقتذاك يعي ما يدور حولي . . وما كنت لأستطيع بأية حالة أن أمشي بضع خطوات وحدي دون أن يتأبط المرافق الاسرائيلي ذراعي. فثمة عجز شديد يمنعني عن جر ساقيّ . . وكالمحمومة كان جسدي كله ينتفض . . ويرتعد . . يا لها من لحظات مريرة خلتها تمر كالدهر مبلدة بالخوف والألم. كل ما أذكره لحظتئذ أنني فكرت بأمي الحزينة ووالدي المصدوم . . واستحضرت صورتيهما بخيالي ويا ليتني ما فعلت . . فما رأيته كان أبشع من كل تصور . . ويفوق كل وصف وتخيل. ولما صرخت بصوت مسموع احتضنني المرافق وهو يقول: تمالكي سيدتي . . بضع خطوات ونصل الى الطائرة. فانحبس صراخي هلعاً وأنا أتذكر اللقاء المجهول الذي ينتظرني . . وتساءلت في نفسي: ترى أهو لقاء موشيه أم لقاء بوجوه جامدة خالية من المشاعر. . ؟ وقبلما نصل الى السلم انسكب بعمري ندم قاس أخذ يكبر بداخلي ويستفحل . . ندم يندفع كالطوفان يحرق أعصابي وشراييني . . وتجمعت بعقلي في لحظة كل صور الطيش التي جرفتني في النهاية الى هنا . . الى مصير مظلم ونهاية مفجهة كئيبة لفتاة عربية مسلمة . . فقدت العقل والطريق والوطن والدين والأهل . . والحنان والأمن. فالتفت ورائي لعلني ألمح وجه فدائي عربي جاء لينقذني . . ويختطفني الى أي مكان آخر غير إسرائيل. . لكن الجنود القبارصة كانوا كالجراد يححبون الرؤية ويزرعون المكان، نسيت وقتها حقدي ورغبتي في الانتقام من موشيه الخائن. . *كيف لامرأة محطمة مثلي أن تنتقم . . ؟ نسيت حتى إيماني بكراهية الفلسطينيين والعرب. . وتضرعت الى الله أن أعود ثانية الى وطني . . الأردن . . أو أظل كما كنت مكبلة مقهورة بكهف السعرانة الرائع الجميل . . وأفقت عندما مست يدي سلم الطائرة . . فتسمرت ساقاي عن الحركة . . وصرخت بكل ما أمسك من قوة: أنقذني يا الله . . أغثني يا عرفات . . إدع لي يا أمي . . لكن صوت محركات الطائرة طغى على صوتي وصراخي . . وعندها سحبتني عدة أذرع الى الداخل . . وتملكني شعور مقيت بأنني أسحب الى قبري . . فاستسلمت غصباً عني ورحت في نوبة بكاء هستيرية تصلب لها فكي . . ولم أتوقف عن البكاء حتى وأنا أغادر الطائرة في إسرائيل. أي عذاب هذا الذي كابدته تلك المرأة لحظة تفجر بداخلها الندم . . ؟ وأي إفاقة عبرت بضميرها الغافل بحر الظلام . . ؟ وأي تحول أشعل بصيرتها هكذا فجأة. . ؟ إن عشرات الصفحات من مذكراتها التي تبكي سطورها ندماً أعجزتني ولجمت قلمي عن وصف انفعالاتها وتفاعلاتها التي جاءت في دفقة شعورية صادقة. . تفيض بسحابات الأسى وبكائيات الشعور والندم . . وترسم صوراً ما أروعها عن الوحشة والتامة والضياع والحنين . . وانفلات أدنى غييمة أمل قد تلوح من بعيد. المصير المظلمفي جنح الظلام . . وعند الساعة 20.15 بعد ثلاثة وأربعين دقيقة استغرقتها عملية المبادلة . . غادرت الطائرة الاسرائيلية مطار لارناكا الى تل أبيب تحمل على متنها أقذر جاسوسة عربية استقطبتها الموساد، ومع طلوع الشمس أقلعت طائرة خطوط الشرق الأوسط الى بيروت، حيث كان ياسر عرفات في شرف استقبال البطلين العائدين، وبرفقته نخبة من القيادات وكبار الضباط، تملؤهم أهازيج الفرح ونشوة الانتصار. وعلى العكس من ذلك . . كانت الوجوه بمطار اللد تحت الكشافات المبهرة . . أكثر قلقاً وتوتراً . . ودراماتيكية. وأصدر - على غير العادة - قائد سلاح الجو الاسرائيلي أوامره بخروج سرب من الميراج 3 الى عرض البحر لمرافقة الطائرة القادمة الى قبرص، حال دخولها المجال الجوي. هكذا فعلت إسرائيل أيضاً قبل سنوات مع الجاسوسة المصرية هبة عبد الرحمن سليم عامر، لإضفاء الصبغة الاحتفالية الرسمية على مراسم استقبالها كصديقة، ولإسباغ هالة من الفخر تشعر الزائرة بمدى أهميتها. لكن الأمر وإن بدا لأمينة المفتي مجرد احتفاء بها لا أكثر، كان في الحقيقة احتراز وتخوف من طائرات الميج 23 السورية: التي قد تقدم على خطفها فوق البحر المتوسط في غارة جوية فجائية غير متوقعة . . وما كان ذلك في حقيقته إلا الحرص الزائد لدى الإسرائيليين، نتيجة عامل الشك المتعاظم في نوايا السوريين. قبلها . . قالت هبة سليم في مذكراتها: "أحسست يومها بأنني ملكة متوجة . . فعندما اقتربت الطائرة من المجال الجوي الاسرائيلي . . لاحظت أن طائرتين حربيتين رافقتا طائرتي كحرس شرف وتحية لي . . وهذه مراسم تكريمية لا تقدم أبداً إلا لرؤساء وملوك الدول . . حيث تقوم الطائرات المقاتلة بمرافقة طائرة الضيف حتى مطار الوصول . . وفوجئت باستقبال ضخم في المطار يضم إيسير هاريل رئيس الموساد ونخبة من كبار الضباط بينهم مايك هاراري الأسطورة . . فتملكني شعور بالزهو لا أستطيع وصفه. . ووجدت بمدخل مكتب جولدا مائير صفاً من عشرة جنرالات - أدوا لي التحية العسكرية . . وقدمتني اليهم رئيسة الوزراء قائلة: "إن هذه الآنسة قدمت لإسرائيل خدمات أكثر مما قدمتم لها جميعاً مجتمعين". وبعدها . . قالت أمينة المفتي في مذكراتها: "ومن خلال زجاج نافذتي لمحت الطائرات الحربية تحوم حولنا . . وللوهلة الأولى خلتها طائرات عربية جاءت لتعيدني من جديد الى لبنان . . فابتهجت . . وكدت أصرخ فرحاً . . لكنني صدمت بعنف عندما رأيت شبح نجمة داود السداسية على مقربة مني. فانطفأ الأمل الأخير بداخلي . . وانطفأت معه كل شعاعات النور في حياتي . . ولم يغزوني ذلك الشعور الجميل بالزهو . . إنه الشعور الرائع الذي سيطر ذات يوم علي مجامع هبة سليم . . عندما كانت تعيش أروع لحظات حياتها في وهم البطولة . . والثقة . . وهي تنظر في خيلاء الى الطائرات التي تنطلق في استقبالها . . لقد تفجرت لديها وقتئذ ينابيع الغرور . . وما أفاقت من حلمها إلا لحظة الإعدام . . لحظة النهاية التي أراحتها الى الأبد من العذاب والقهر والندم . .فماذا عن نهايتي أنا . . ؟ وأي مصير مظلم يتربص بي. . ؟ أعتقد بأن حظها كان أطيب مني . . ذلك لأنني حكمت على نفسي أن أموت موتاً بطيئاً . . داخل مجتمع غريب لن أذوب يوماً في نسيجه . . !!"؟ الغصن الظامئ335 كيلومتراً تقريباً قطعتها الطائرة الاسرائيلية من قبرص الى تل أبيب في نصف الساعة . . كانت أمينة المفتي أثناءها تدور في دوامة شرسة من الأفكار والمخاوف، ويتواصل بأعماقها شجن مسعور يطفو الى حلقومها كالحصرم يفيض أسفاً وندماً. وما أن حطت بها الطائرة في مطار اللد حتى رأته أمامها مبتسماً . . إنه إيربيل أشيتوف الضابط المنوط بها طوال وجودها في لبنان . . لقد صعد الى الطائرة قبلما تتحرك أمينة في مقعدها . . احتضنها في ود بالغ وهو يربت على كتفها قائلاً: آني . . أيتها العزيزة العبقرية . . مرحباً بك في وطنك إسرائيل. أجابته وهي ما تزال تنتحب في صوت متقطع. كانوا سيقتلونني . . قاطعها أشيتوف مستنكراً: مستحيل . . لم يكن بمقدورهم فعل ذلك على الإطلاق .. ألم أؤكد لك من قبل أننا لن نتخلى عنك أبداً وسنحميك تحت أحلك الظروف . . ؟ قالت في نبرة تفيض بالعتاب: سنوات طويلة وأنتم لا تفعلون شيئاً. غمر صوته فيض من حنان زائف وأجابها: كيف . . ؟ لقد كنا نتباحث معهم . . وتدخل العديد من أصدقائنا لإخراجك . . ولو أننا كنا نعلم بمكانك لاختطفك رجالنا بسهولة . . لكن فشلنا في العثور عليك . . وها أنت الآن بيننا. اشتد نحيبها المرير وأردف أشيتوف: نحن نثق تماماً في مدى إخلاصك . .ونقدر بكل عمق خدماتك العظيمة . . وسوف تعيشين هنا في أمان واطمئنان . . ففاجأته قائلة: أين موشيه . . ؟ بهت ضابط الموساد وغمغم في دهشة: سيدتي . . أنا لا أفهم . . ماذا تقصدين بالضبط . . ؟ بصوت مبحوح يموج بالأسى كررت سؤالها وعيناها معلقتان على شفتيه: أين زوجي موشيه براد . . ؟ وبدهشة أكبر أجابها: موشيه . . ؟ زوجك . . ؟ أيتها المسكينة . . ماذا فعل بك هؤلاء الأوغاد في لبنان . . ؟ ولما قرأت عيناها إجابته صرخت بعنف وحدة غير مصدقة: لا تكذب يا أشيتوف . . هم أكدوا لي بأنه أسر في سوريا . . ورأيت صوره بنفسي في الصحف . . فلماذا تكذب . . ؟ هه . . ؟ أما زلتم تتآمرون علي كما تآمرتم من قبل . . ؟ إن موشيه هنا . . حي . . لم يمت . . جئني به ليشاهد آثار غدره ونذالته على جسدي ووجهي . . دعني أراه أيها الوغد القذر . . يا أقذر من الجيف لا تخدعني أكثر من ذلك. وبينما يمسح أشيتوف بصقتها التي افترشت وجهه .. انقضت عليه بأظافرها وأسنانها في شراسة . .وتدافعت في غليان يفور بالغضب تبطش بالجميع . . لا يكاد صراخها المجنون يخفت حتى ينطلق حاداً من جديد . . وما أشبهها في تلك اللحظة بحيوان مصاب هائج أحكم الصيادون حصاره . . وبرغم إصابته وعجزه فهو يقاوم . . مقاومة المذبوح الذي فيه بقية من روح. أخذت أمينة محطمة صاغرة الى عيادة خاصة داخل مبنى الموساد بشارع كيريا . . حيث أخضعت لرعاية طبية مكثفة بدنياً ونفسياً . . الى أن أفاقت تماماً الى واقعها المرير . . والى حقيقة كون زوجها موشيه ما يزال مفقوداً ولم يعثر له على أثر . . وأن الفلسطينيين استطاعوا بذكاء شديد خداعها في لعبة مخابراتية بارعة . . لكنها في النهاية أدركت حجم مأساتها وخسارتها . . ومدى الجرم الذي ارتكبته في حق نفسها . . وفي الاستجواب المطول الذي تعرضت له في إسرائيل . . لم تستطع أن تنكر إحساساتها بالندم . .وأعلنت أمام مستجوبينها بأنها كانت غبية حمقاء عندما أحبت موشيه وتزوجته . . وحقيرة جداً وهي تتجسس على الفلسطينيين وتقتلهم بيدها . . لكن ما جدوى ذلك بعدما حدث ما حدث . .؟ وبعدما أيقنت أن لا مكان لها فوق سطح الأرض سوى في إسرائيل . . ؟ إنها ضريبة الخيانة التي لا بد لكل خائن جبان أن يتذوقها . . فلتذق في مأمنها لسع الحسرة ينهش كبدها ليل نهار . . ولتحرقها في ضراوة براكين الندم الى أن يذبل عودها . . وتتقشب كالغصن الظامئ بفلاة قاسية . . ملحية . . جرداء . . !! بحر بلا مرفأانتهت مسؤولية الموساد تجاه أمينة بوصولها الى إسرائيل واستجوابها . .ومنحها ستين ألف شيكل مكافأة (!!). وتولت من بعدها سلطات الأمن الداخلي "الشين بيت" حمايتها وتوفير سبل العيش لها. وكانت الخطوة الأولى هي تغيير محل إقامتها في ريشون لتسيون الى مستوطنة كريات يام شمالي حيفا . . حيث منحت مسكناً مستقلاً بشارع هابحيفيم هرتسليا . . تستطيع من شرفته مشاهدة البحر . . وتمييز جنسيات السفن في حركة دخولها الى ميناه حيفا أو مغادرته . . هكذا قبعت أمينة المفتي - 41 عاماً - تجتر الذكريات وتكتب قصة حياتها وخيانتها بتفصيل دقيق . . متجاهلة رونا إيزاك ضابطة الأمن المرافقة لها. وما أن مرت أشهر قليلة . . حتى تجرأت واتصلت تليفونياً بشقيقتها الوحيدة المقيمة بروما مع زوجها . . وباختصار شديد ننقل بعض ما كتبته عن ذلك الاتصال إذ تقول: كنت أسعى لأتنسم روائح أهلي ووطني . . وكان المذياع هو سلواي الوحيدة . . وتليفون أختي فاطمة في روما الذي سقطت مني بعض أرقامه. وبعد مئات المحاولات الخاطئة سمعت صوتها. فرقص فؤادي طرباً . . وانتعشت حياتي برواء لذيذ ما أبهاه وأجمله . . وهتفت فيها: يا أختاه . .إنه أنا. . أختك أمينة . . فصمتت طويلاً ثم قالت بصوت مختنق: أنا لا أعرف أن لي أختاً . . كانت لي يوماً ما أختاً ماتت . . وعالياً . . عالياً جداً صرخت: ماتت واختفت من ذاكرتي. احتبس لردها صوتي وشل لساني . . وعاودت مهاتفتها مرات ومرات وكنت أتضرع اليها لتسمعني بلا فائدة . . حتى استبدلت رقم هاتفها بآخر وفقدت بذلك سماع صوتها . . وخيم الأسى على عمري وانزرع بخفاتي . .". عاشت أمينة بعد تلك الحادثة حياة مضطربة . . حاولت قدر استطاعتها أن تستكين وتهدأ لكنها كانت أضعف من أن تقاوم أو تصمد . . أو مجرد أن تشعر بطمأنينة من يمتلك مليون دولار مثلها . . إذ انسحقت سحقاً وسط معاناتها . . وخرت صريعة الحسرة والكمد بمستشفى كريات يام لشعور طويلة. وعلى فراش المرض عادت من جديد تقلب في ذاكرتها . . وتبعت ما مات من أحداث مرة أخرى بأسلوب صريح واضح . . الى أن فوجئت ذات مساء بالسيد "براد" وزوجته جاءا من فيينا لزيارتها. كان اللقاء حميماً مشحوناً باللهفة . . والشجن . . والدموع. هما يبكيان فقد موشيه وسارة . . وهي تبكي حظها العاثر وانجرافها بسبب الحب الى بحر يتعاظم بالكآبة والضياع . . طلباً منها أن ترافقهما الى النمسا فتهللت فرحاً . . لكن السلطات الأمنية رفضت خروجها من إسرائيل حفاظاً على حياتها. ومع بداية غزو لبنان في يونيو 1982 - في محاولة شبه جادة لدحر الوحدة والملل، افتتحت أمينة عيادة خاصة بها في المستوطنة التي يقطنها 22 ألف يهودي حتى إذا ما مرب بها ستة أشهر تقريباً انفجرت حياتها ألماً وأنيناً عندما استمعت الى إذاعة لبنانية . . أذاعت مقتطفات عن سيرة حياتها . . وكيف مات أبوها بسببها وفقدت أمها النطق. ومنذ تلك اللحظة قررت أن ترى أمها . . وتحت أخطر الظروف وأصعبها . . تقول في مذكراتها: "ندمت . . وصرخت في وجه الضباط الموساد بذلك . . فأبوا أن ينصتوا لي . . اعتقدوا بأنني أهذي لفرط توتري . . لكنني أكدتها مرات ومرات . . ونقطت بالشهادتين أمامهم فما صدقوني . . ولما علمت بموت والدي حزناً . . لم تعد لدي أدنى رغبة في أن أعيش بعد ذلك . . فذهبت لمبنى الموساد وقابلت الرئيس الجديد ناحوم أدوني . . وطلبت منه أن يحقق رغبتي في العودة الى عمان . . على أن يتدخل الملك حسين شخصياً ليشفع لي عند أهلي . . وتركت للملك رسالة قلت فيها إنني كنت وراء كشف محاولة اغتياله في الرباط. ووعدني الرئيس بأنه سيابشر اتصالاتهبأصدقائه في الأردن على الفور. ظلت أمينة تنتظر الرد . . وطال الانتظار القاتل يفتك بمجامعها حتى غلبها اليأس . . واستنزفها الضجر. . وبعد ثلاثة أشهر أو يزيد . . زارها ضابط الموساد حمل اليها نبأ رفض أهلها عودتها اليهم . . فلما كذبته أخرج لها شريط كاسيت أرتجف بدنها وهي تتسلمه. وما سجل على الشريط كان يفوق احتمالها . . فأسرتها بالكامل - والدتها وأشقاؤها وأعمامها وأخوالها - تمنوا لها الموت على ألا تطأ الأرض الأردنية بقدميها . . هكذا ألقيت أمينة ببحر حالك بلا مرفأ . . فتاهت بين مده وجزره تتخبط ما بين السطح والقاع. النهاية وفي مطلع عام 1984 نشرت مجلة "بمحانية" العسكرية الاسرائيلية خبراً صغيراً يقول إن وزير الدفاع أصدر قراراً بصرف معاش دائم للمقدم آني موشيه بيراد التي تصدرت لوحة الشرف بمدخل مبنى الموساد، وهي لوحة تضم أسماء أمهر العملاء "ويطلق عليهم الأصدقاء" الذين أخلصوا لإسرائيل. . وقدموا إليها معلومات عن أعدائها ساعدت على إحراز انتصارات عظيمة . . أما عن نهاية أمينة المفتي - فقد قيلت روايات عديدة في ذلك: إحدى الروايات تؤكد بأنها حصلت على وثيقة سفر أميركية باسم جديد . . وتعيش الآن بولاية تكساس حيث تمتلك مزرعة واسعة. وتزوجت من بحار إسباني ولم تنجب. رواية ثانية تزعم بأنها أجرت تعديلات بوجهها بمعرفة الموساد . . وتعيش بجنوب أفريقيا منذ عام 1985 تحت اسم مزيف . . وتعمل في الاستيراد والتصدير، وأنجبت ولداً من ضابط روماني أسمته موشيه. ورواية ثالثة تقول إنها انتحرت بحقنة هواء داخل حجرتها بقسم الأمراض العصبية بمستشفى تل هاشومير، وهو مستشفى يعد من أكبر مستشفيات إسرائيل، ويقع بحي راق في منطقة يطلق عليها: تل لتفنسكي، ثم عدل اسمها ليصبح تل هاشومير. وباعتقادي أنا - من خلال تشريحي لشخصية أمينة المفتي - لا أظن أنها انتحرت . . فهي وإن كان قد جبلت على العدوانية مع الآخرين لن تكون عدوانية مع نفسها مطلقاً. ذلك لأنها تحب الحياة . . وتعشق اللهو . . وتبحث عن المغامرة . وامرأة بمثل مواصفاتها وبحوزتها مليون دولار لن تقدم على الموت بسهولة لأنها اختارت طريق الخيانة منذ سافرت الى النمسا لأول مرة . . فقد عرفت وقتها كيف تخون أهلها ودينها بالشذوذ والجنس مع حبيبها اليهودي الذي منحته جسدها بلا أدنى ندم . . على كل حال . . تلك مجرد روايات غير مؤكدة . . وأقربها الى عقلي أنها لا زالت تعيش داخل إسرائيل كغيرها من عشرات الجواسيس العرب الذين خانوا بلادهم وعملوا لصالح الموساد . . ولن أقيس نهايتها كنهاية الطيار المصري الذي سبق أن هرب لإسرائيل عام 1965 بطائرته، ثم بدل ملامحه وسافر للعيش في بيونس أيرس بالأرجنتين . . فهناك تباين بين الحالتين ولا وجه للمقارنة بينهما أو لظروف كل منهما . . فأمينة المفتي أجبن من أن تغامر وتغادر إسرائيل . . بل أجبن من أن تتجول في تل أبيب أو القدس نهاراً وعلى الملأ. . ويكفي أنها اختارت لإقامتها مستوطنة يهودية محصنة خوفاً من أن تطولها يد عربية في يوم من الأيام . وسواء غادرت الخائنة إسرائيل أم لا زالت بها . فهي الآن عجوز تعدت الواحد والستين عاماً . . تاريخها في الخيانة على صفحات التاريخ لن ينسى أبداً . . وقصتها مع التجسس ستظل عبرة على مر الزمان . . ذلك لأنها أشهر جاسوسة عربية للموساد حتى اليوم . . ! الى اللقاء مع قصة أخرى
الحلقة التاسعة نساء أوروباوجاء في محضر استجواب خديجة زهراناسمك بالكامل .. وعمرك ..؟خديجة عبد الله زهران 38 عاماًجنسيتك ..؟أردنية الأصل وأحمل هوية لبنانية. صاحبة محل لوار للملابس في بيروت.كيف تعرفت بأمينة المفتي ..؟تعرفت عليها عندما جاءت لتبتاع ملابس لها، ومن لهجتها عرفت أنها أردنية مثليكيف توطدت علاقتكما ..؟كانت تزورني دائماً بالمحل وتحولنا الى أصدقاءهل تعرفت من خلالك بالمدعو مارون الحايك ..؟ لا .. بل بمانويل عساف وهو الذي عرفها بالحايك.وما سبب ذلك..؟كانت بحاجة الى تليفون بشقتها، فطلبت من مانويل مساعدتها لأنه موظف بالمصلحةهل كان مانويل عشيقاً لك وقتها ..؟لا .. كانت زوجته زبونة لمحلي .. و كان يجيء معها أحياناً فتعرفت عليه.وكيف تطورت بينكما العلاقة الى جنس ..؟ طلبت مني أمينة ذلك لإسكاته عنها.كيف ذلك ..؟كان يغار من الحايك ويغتاظ لأنها فضلته واتخذته عشيقاً.هل كنت على علم بنشاط أمينة التجسسي منذ البداية ..؟لا ..لم أكن أعرف ..و مانويل هو الذي أخبرني بذلك أثناء سكرهلماذا لم تبلغي السلطات الأمنية بالأمر ..؟أردت استغلال أمينة مادياً لأنني كنت مدينة بمبلغ كبير للبنك.وكيف حدثت المواجهة بينكما ..؟كنا بشقتي عندما فاتحتها بما قاله مانويل، ولأنها تعلم جيداً بتعثراتي المالية .. أنكرت، وأخرجت دفتر الشيكات وأعطتني شيكاً بثلاثة آلاف ليرة على سبيل القرض.كم كانت ديونك للبنك ..؟حوالي ستة عشر ألفاً.وهل ثلاثة آلاف ليرة تكفي لإسكاتك ..؟وعدتني بخمسة آلاف أخرى، وعرضت علي الشراكة دون الإدارة.قالت أمينة أنك مارست معها الجنس مرات كثيرة.لا .. لا .. هي التي جرتني لأفعل معها ذلك لكي تضمن سكوتي.كيف و لماذا..؟قبلما أطلق من زوجي الثاني كنت أشكو لها عدم ارتياحي معه. و ذات يوم طلبت مني أن أزورها بشقتها، ولما ذهبت اليها تكلمنا عن الجنس، وأخذت تغريني بأن نفعل معاً كما تفعل النساء في أوروبا. و بعد عدة لقاءات في شقتها فوجئت بها تهددني بأفلام صورتها لي معها ومع مارون الحايك. و طلبت مني أن أعطيها عشرين ألف ليرة، وإلا فستفضحني أمام زوجي وأهلي.ثم ماذا ..؟قبلت قدميها أرجوها ألا تفعل، ولما أصرت هددتها بأن أخبر السلطات الأمنية عما ذكره مانويل، فسخرت مني وقالت: سأفضحك إن لم تجيئيني بالنقود مساء اليوم. لقد كانت تعرف أسرتي، وتعلم بأن والدي وأخويّ متدينون وسيقتلونني حتماً إذا ما رأوني في تلك الأوضاع المخلة. و لما عجزت عن إقناعها طلبت مني أن أعمل معها بأجر. و أن مهمتي تتلخص في مصادقة النساء المتزوجات من ضباط فلسطينيين، واستدراجهن للخوض في السياسة والأسرار العسكرية.وهل وافقت هكذا بسهولة ..؟لا .. ابتعدت عنها لعدة أيام لأفكر، وكنت على وشك إبلاغكم لكنها حاصرتني وهددتني بقسوة، فاضطررت الى إعلان موافقتي لإسكاتها.جامبونكيف بدأت العمل معها ..؟شرحت لي طريقة التعرف بالنساء الفلسطينيات ومصادقتهن، ومكثت معي بالمحل عدة أيام لتراقبني.كم زوجة فلسطينية تعرفت بها..؟لست أدري .. ربما أكثر من أربع عشرة زوجة. "يوجد سرد طويل لأسماء ومعلومات مختلفة".كم ليرة حصلت عليها لقاء عملك ..؟سبعة آلاف ..أو ثمانية.هل التقيت بأحد من أعوانها من الأجانب ..؟مرة واحدة. جاء أحدهم ليتسلم مظروفاً كبيراً تركته أمينة.ماذا كان به..؟لا أدري .. فقد كان مغلقاً بالسوليتيب، ولم تخبرني أمينة عما به.هل كان عربياً ..؟لا .. إنه أجنبي ولهجته فرنسية.ماذا قال لك..؟قال لي كلمة السر المتفق عليها: جامبون. "و هو اسم شائع يطلق على لحم فخذ الخنزير المحفوظ".وكيف تعرفت عليه ..؟كان يدخن البايب وله شارب دوجلاس أصفر، وقد أخبرتني أمينة عن أوصافه مسبقاً.هل تعرفين أبو ناصر ..؟أعرف زوجته سندس ولم أره أبداً.كيف نشأت علاقة أمينة به ..؟جلبت لها رقم تليفونه في صيدا من زوجته.ولماذا رغبت أمينة في التعرف اليه ..؟لأن زوجته أخبرتني الكثير عن بطولاته وعملياته الفدائية في الجنوب، واهتمت أمينة بمصادقته.متى أخبرتك أمينة بأن "أبو ناصر" ضالع معها في التجسس ..؟لم تخبرتي عن ذلك، وإنما أكدت لي بأن الضابط الفلسطيني "وطني أكثر من اللازم".هل صدقتها ..؟نعم .. فقد كانت تكرهه، وتطلب مني دائماً استدراج زوجته في الحديث لمعرفة أخباره.انتهت اعترافات خديجة زهران، حيث أدلت بأدق تفاصيل علاقتها بأمينة المفتي، وبزوجات الضباط الفلسطينيين في بيروت. أما مارون الحايك المذعور فقد أوضح الكثير عن ملابسات علاقته بأمينة، وعثر ببيته على قائمة طويلة تحوي الأرقام السرية لتليفونات قادة المنظمات الفلسطينية، إضافة الى ملف كبير يتضمن خلاصة تجسسه على تليفوناتهم خلال فترة اعتقال أمينة. فقد كان يود تقديمه لزعيمته عند عودتها لتمنحه آلاف الليرات، وتغرقه في بحر النشوة عدة ليال. أما الشيء العجيب حقاً فقد وقع بين أيدي رجال المخابرات الفلسطينية، وشريط تسجيل أخفاه مارون بجيب سري بإحدى الحقائب، لمحادثة تليفونية كاملة بين علي حسن سلامة وأبو داود، وفيها تفاصيل كثيرة عن أمينة المفتي المعتقلة آنذاك ببيروت، هذا الشريط لم يقم مارون بتفريغه أو الاستماع اليه، و لو أنه كان قد فعل ذلك لأدرك الخطر وهرب بجلده ومعه شريكاه. لكنه اعترف بأن هذا الشريط هو الوحيد الذي لم يفرغ وعندما قام بتسجيله كان منهمكاً في التنصت على مكالمة أخرى بين ياسر عرفات ونايف حواتمة.وبانتهاء التحقيق مع خديجة زهران ومارون سلما الى السلطات اللبنانية لمحاكمتهما، طبقاً لقانون العقوبات الذي عُدل في 28 يناير 1975، وجاءت مواده الجنائية مائعة وغير رادعة.أما أمينة المفتي .. فقد امتنع الفلسطينيون عن تسليمها للبنانيين، حيث قرروا لها مصيراً آخر، ولم يستجيبوا لضغوط وزير الداخلية اللبناني لمحكامتها. و أمام الرفض التام لذلك .. اضطر الوزير لنسيان الأمر برمته. فقد كان يدرك بأن هناك نهاية مأساوية تنتظر عميلة الموساد على أيدي الفلسطينيين. وعلى ذلك .. ظلت الجاسوسة العربية مقيدة بكهف السعرانة، يفتك بها الرعب ويغلفها الهلع..!!الموت البطيء وحدها، انكمشت أمينة في محبسها بكهف السعرانة تنتظر الموت مع كل لحظة، يحاصرها إحساس بالخيبة بعدما أفلت مارون وخديجة من براثن الفلسطينيين، وتولت أمر محاكمتهما السلطات اللبنانية أمام محاكمها المختصة. لقد كانت تدرك عن قناعة أن زعامتها للشبكة هو سبب بقائها بالكهف دونهما، وبالتالي فإن مصيرها المجهول بين أيدي الفلسطينيين سيكون أشد قسوة وشراسة، لكنه على أية حال لا يساوي أبداً مع بشاعة جرمها. فبرغم اعترافاتها التفصيلية بالتجسس لحساب الموساد، إلا أنها أخفت عنهم الكثير من الأسرار، بالطبع هي أسرار بالغة الأهمية ستزيد ملفها تخمة، وقطعاً سينقلب اعتقاد الفلسطينيين في كونها جاسوسة كانت ضحية مغامرة عاطفية، الى جاسوسة عدوانية ترى في خيانتها نوعاً من الانتقام والتشفي، ذلك لأنها لم تنس يوماً مدى كراهيتها الشرهة للفلسطينيين، تلك الكراهية التي يحملها القوقازيون في الأردن لهم. فهي شركسية من سلالة هؤلاء الذين فروا من جبال القوقاز الى الوطن العربي، وكانت أسرتها تعمل في خدمة الملك حسين، شأنها في ذلك كشأن القوقازيين الذين يعملون في جيشه، واشتبكوا مع الفلسطينيين في حرب ضروس عام 1970، فاعتبرهم الفلسطينيون أعداء لهم، وهاجموا الأحياء التي يقطنوها فتبادلا الشعور بالكراهية تجاه بعضهم البعض. هكذا بدت كراهية أمينة للفلسطينيين ذات جذور، وهكذا أينعت مشاعرها وهي تهدي إسرائيل معلومات لا تقدر بثمن عن تحركاتهم ومخازنهم وعملياتهم.وخلا ملف الاعترافات من توصلها لأسرار مخازن الهلال الأحمر التي يديرها شقيق ياسر عرفات، ففي هذه المخازن كانت تخبأ الأسلحة الخفيفة، والأسلحة المضادة للصواريخ في صناديق المهمات الطبية، مما جعلها دائماً عرضة للعمليات الجوية الإسرائيلية بناء على وشاياتها.. و أخفت أمينة أيضاً سر اختطاف إسرائيل لطائرة الخطوط الجوية اللبنانية "الشرق الأوسط" في 10 أغسطس 1973، وإجبارها على الهبوط في تل أبيب فقد كانت هي التي أبلغت الموساد بوجود جورج حبش على متنها، لكن حبش كان قد أصيب بأزمة قلبية منعته من ركوب الطائرة.. وقتها .. تأكد للفلسطينيين أن هناك اختراقاً إسرائيلياً لمنظماتهم، وجرى مسح شامل لمئات الأشخاص دون جدوى. و لم تكن أمينة في ذلك الوقت قد وقعت في دائرة الشك، فقد كانت مشبعة بثقة الفلسطينيين، حيث تعمدت ألا تظهر عداء مبالغاً فيه للصهيونية، وفي مناسبات مختلفة كثيراً ما عبرت عن رأيها في حق إسرائيل في امتلاك الأرض أيضاً. فأبعد ذلك التصرف الشكوك من حولها، فأي عميل إسرائيلي سيبذل ما بوسعه ليبدو عدواً لدوداً للصهيونية. لذا غادرت بيروت في حذر في جولة تفقدية، واستطاعت أن تمد الموساد بصور لمراكب وسفن الصيد واللنشات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، والراسية بمينائي صيدا ورأس شكا في الجنوب والشمال، والتي كانت معدة للعمليات الهجومية البحرية، ومكنت إسرائيل بذلك من تدمير ثلاثين قطعة منها في عملية انتقامية، وجاء ذلك بعد هجوم منظمة فتح البحري على المدينة الساحلية "نهاريا" عام 1974.كل تلك الأسرار جاءت مفصلة بمذكرات أمينة المفتي التي نشرت في إسرائيل فيما بعد، فأضفت على جاسوسة الموساد هالة من الأساطير صعدت بها الى آفاق الخوارق، ونسبت اليها عمليات وهمية مختلفة عن اكتشافها مؤامرة لاغتيال السادات بوساطة الليبيين عام 1976، مهدت الطريق لكامب ديفيد بين مصر و إسرائيل، و كانت أمينة وقتذاك مكبلة بالجنازير الى الحائط داخل كهف السعرانة في جنوب لبنان، تنتظر نهايتها المرتقبة كالموت البطيء.أحلام .. و رصاصوما أن نشرت الصحف اللبنانية نبأ القبض على أمينة المفتي وأفراد شبكتها، حتى ارتجت جنبات الموساد بشارع كيريا بتل أبيب. و بدأت في الحال تخطيطاً لاستعادة العميلة الأسطورية. فتاريخ الموساد الطويل يسرد لنا عشرات القصص التي انتهت باسترداد جواسيسها، الذين اكتشف أمرهم وكانوا على قيد الحياة. ولهذه القاعدة تبرير منطقي وهو أن إنقاذ أي عميل يرفع الروح المعنوية للعملاء الآخرين، ويشجع الرجال والنساء على القيام بعمليات ومهام خطيرة أخرى. و لأن الفلسطينيين يدركون ذلك جيداً، رأى عرفات أن الإبقاء على أمينة بكهف السعرانة أمر ضروري حتى يحين الوقت المناسب لتقرير مصيرها النهائي، نابذاً بذلك رغبة علي حسن سلامة في إعدامها.فقد كانت لعرفات رؤية مستقبلية بعيدة المدى، تنحصر في التريث لبعض الوقت، ومبادلتها بشخصيات فلسطينية بسجون إسرائيل. لكن سلامة الذي بدا غير قانع كان يرى في قتلها فوزاً أكيداً، إذ سيصاب عملاء إسرائيل في لبنان بالذعر، وبالتالي يسهل كشف العديد منهم إن لم يسارعوا بمغادرة بيروت. و لما فشل في إقناع عرفات بوجهة نظره، اضطر الى السكوت وكبح اندفاعة الشباب عنده. و بذلك ظلت أمينة حبيسة الكهف الجبلي، ترسخ في قيود الذل دون محاكمة، أو بصيص من أمل في النجاة. و في ذات الوقت الذي أدين فيه مارون الحايك بالحبس ثلاثة أعوام، وبعام واحد لرفيقته خديجة زهران - "راقب معي ميوعة الحكم في قانون العقوبات اللبناني ..!!" - نسجت أمينة المفتي خيوط شبكتها حول أحد حراسها، وأوهمته بأنها بريئة مما نسب اليها، وأن الفلسطينيين فعلوا بها ذلك نكاية في عمها الذي يشغل منصباً حساساً في البلاط الملكي الأردني، حيث تصور لهم أنه كان أحد المحرضين لمذابح أيلول الأسود. وبعد عدة أشهر - في مايو 1976 - كان غسان الغزاوي قد اقترب كثيراً من أمينة، وتعاطف مع محنتها الى الحد الذي دعاه للتفكير في تخليصها من السجن، وإن استدعى منه ذلك الهرب بها الى إسرائيل. لقد انقلبت نوبتجيته في الحراسة الى جلسة غرام تصطخب بالمشاعر والأمنيات. فكانت أمينة تمنحه جرعات متصاعدة من الأشواق واللهفة، تطيح بعقله وتعبث به الى دنيا جديدة من أوهام التمني. و لأنه نجار خائب لا يجيد صنعته، عاش سني حياته الثلاثين في حالة حرب دائمة مع الحياة بحثاً عن عيشة رغدة مريحة، لكن هيهات أن يراها كسول مثله، أوقف خبرته عند حد معين لم يستطيع تجاوزه، فتقهقرت إرادته وانزوى منسياً بين جدران جحره الرطب بمخيم الرشيدية في صور، يجرع الجوع واليأس ناقماً على حظه وعلى الدنيا كلها.إن فاشلاً مثله استعبده الفقر والجهل السهل جداً إغواؤه والسيطرة عليه مادياً أو عاطفياً، فهو في الأصل لا يمكن أن يكون مؤمناً بقضيته أو مستوعباً لرسالة الكفاح من أجلها، ذلك لأنه أرجع فشله الى كل تلك الظروف التي تحيط به وبشعبه. و وطن نفسه على أنه مجرد ضحية لا ذنب له لكي يعيش معدماً شريداً، يفتقد أبسط مظاهر الحياة وأقلها ترفاً. هكذا قرأته أمينة وتخللت إليه في سهولة ما أيسرها على متخصصة في علم النفس مثلها، وأغوته بمكذوب العواطف تصبها صباً في أذنيه، فأذابته تماماً وهو المحروم اللاهث خلف الأحلام، وترقب عن كثب انسكاب مقاومته الخائرة، واستفحال رغبته في تخليصها أملاً في حياة هنيئة بإسرائيل. فكانت هي بذلك أول عميلة للموساد على الإطلاق، تجند حارسها في السجن للفرار بها الى خارج حدود الدولة. و جاء بمذكراتها فيما بعد أنها كانت تنوي النجاة بنفسها فقط، وتركه على الحدود يواجه مصيره وحده مع الفلسطينيين، حيث ستحال الأساطير في إسرائيل عن قصة هروبها العبقرية. لكن خابت أحلامها في المجد والتكريم.وخابت أحلامه أيضاً في الثراء والنعيم، عندما أفضى بسره الى أحد رفقاء فقره في المخيم، فأبلغ السلطات الفلسطينية عنه وتمت مراقبته، وضبط وهو يحاول إدخال بزة عسكرية الى الكهف لترتديها أمينة أثناء الهرب. و انتهت أحلام الخائن برصاصات أخترقت صدره في أكتوبر 1976، وبتضعيف القيود الحديدية بأيدي الخائنة ورجليها، وشدها الى الحائط مصلوبة وبأقل قدر من الطعام والشراب، الى أن تقيحت أطرافها المختنقة بالقيود، وعمل معول الهزال بجسدها كما يعمل معول النحات الماهر بمادته الصخرية، فعاشت ذابلة كالموتى لا يميزها عنهم سوى ارتعاشة الأطراف، وزوغان حدقتين لا تبصران إلا الخوف والظلام..!أقصى درجات الأمنمرت خمس سنوات منذ اعتقلت أمينة المفتي، وفي نوفمبر من عام 1979 تحديداً، نشطت تحركات الصليب الأحمر الدولي، وتكثفت الاتصالات مع الفلسطينيين من أجل مبادلتها. و كان العرض الاسرائيلي هزيلاً قياساً بجواسيس آخرين، فقد أبدوا رغبتهم في مبادلتها بفلسطيني واحد، شريطة ألا يكون متهماً بقتل إسرائيليين من المدنيين أو الجنود. فرفض عرفات العرض الاسرائيلي، واشترط لمبادلتها الإفراج عن اثنين من أشهر الفدائيين الفلسطينيين بمعتقل عتليت، وهما: محمد مهدي بسيسو المولود عام 1941 في غزة والمحكوم عليه بالمؤبد لقيامه بعملية فدائية بواسطة زورق عام 1971* وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الاسرائيليين. و وليم نصار المولود عام 1942 في القدس، والمحكوم عليه بالمؤبد أيضاً لقتله ثلاثة إسرائيليين عام 1968 بالقدس.لكن الرد الفلسطيني قوبل بتعنت إسرائيلي شديد، وأسر ممثل الصليب الأحمر لعرفات بأن أمينة لا تساوي شيئاً عند الاسرائيليين، فهم يصنفونها على أنها مجرد خائنة لوطنها، باعت دينها وأهلها من أجل نزوة، ومن المستحيل أن تخلص تماماً لإسرائيل أو تدين بها بالولاء. و ذكره الممثل الدولي بما حدث للمهندس السويسري الفريد فرانكشت الذي أدين بالسجن ثماني سنوات عام 1971، عندما تبين أنه أمدّ إسرائيل بعدة أطنان من تصميمات الطائرات الفرنسية ميراج 3، بعد تجنيده لأسباب أيديولوجية تتعلق بعقدة الذنب، وعندما أفرج عنه بعد أربع سنوات ونصف السنة، قرر السفر لإسرائيل لحضور الاحتفال بإنتاج الطائرة "كافير" - النموذج المعدل من الميراج 3 - فرفضت الموساد أن تدفع ثمن تذكرته من سويسرا، وقوبل في إسرائيل بتجاهل تام، وشعر أنه تعرض للنسيان والتخلي عنه، ذلك أن مهمته انتهت ولم يعد ذا شأن. لكن عرفات لم يأبه لذلك. و لم يتراجع قيد أنملة عن مطلبه، وصرح لممثل الصليب الدولي أنه يتعرض لضغوط شديدة للموافقة على إعدام أمينة المفتي. و أنه طالما ترفض إسرائيل الاستجابة و المرونة، فقد يوافق على إعدامها أمام شاشات التليفزيون لتكون عبرة لكل من يفكر في التعامل مع الموساد. و عندها، أصيب رئيس الموساد إسحاق حوفي (1974 - 1982) وكبار مساعديه بالذعر. فإعدام أمينة على الملأ أمام العدسات أمر خطير من شأنه إصابة جواسيس الموساد في البلاد العربية بالهلع وبالشلل، وقد يتسبب في تعطيل عمل شبكات عملائها المذعورين التي أنفق عليها ملايين الدولارات، مما يهدد تدفق سيل المعلومات الحيوية التي تعتمد عليها إسرائيل، سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً، وكان قرار إسحاق حوفي النهائي تلبية مطلب الفلسطينيين على أن يترك لمنظمة الصليب الأحمر العالمية حرية اختيار الدولة التي ستتم عملية المبادلة على أرضها وتحت حمايتها، بما يضمن الحيلولة دون وقوع كارثة قد يفكر بها الفلسطينييون.وعلى ذلك .. نشطت المنظمة العالمية في اتصالاتها، ورفضت حكومة إيطاليا واليونان وبلغاريا وفرنسا التدخل، بينما وافقت حكومة تركيا ورومانيا وقبرص على تأمين الحماية التامة للطرفين فوق أراضيها وفي أجوائها، وتعهدت جميعاً بتوفير أقصى درجات الأمن لإتمام عملية المبادلة بسلام. من جانبها أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية ترحيبها واختيارها لدولة قبرص، وأعلنت إسرائيل موافقتها على قبرص أيضاً، شريطة تدخل ممثل عن الأمم المتحدة لضمان الأمن، فأغضب الشرط الإسرائيلي القبارصة الذين اعتبروه "عدم ثقة" في قدراتهم على تحمل المسؤولية كاملة. لكن السفير الاسرائيلي في قبرص تقدم باعتذاره في الأول من فبراير 1980 و أبدى ثقته في السلطات القبرصية مشيداً بالعلاقات الحميمة بين البلدين و بالمصالح المشتركة بينهما. ولم يمض سوى يوم واحد حتى أعلن وزير الداخلية القبرصي، بأنه قد تحدد يوم 13 فبراير 1980 موعداً لعملية التبادل على أرض مطار لارنكا الدولي، وإغلاق المطار أمام الملاحة الدولية ابتداء من الساعة 14:00 حتى الساعة 2:50 (!!)قراءة سريعةتخضع عمليات تبادل الجواسيس أو الأسرى بين الدول لقياسات معقدة، تحددها الملابسات السياسية وظروف العلاقات بين الدول في حالات السلم، وتكون أكثر تعقيداً في حالات الحرب والتناحر. وقد شهدت المنطقة العربية حالات تبادل عديدة وفريدة مع إسرائيل، كان أبطالها جواسيس عباقرة وعسكريون. حيث جرى التبادل أحياناً في سرية تامة وتعتيم إعلامي، وأحياناً أخرى صاحبه ضجيج الإعلام على الملأ. وأشهر عمليات التبادل كانت بعد نكسة يونيو 1967 عندما تمت مقايضة الجاسوس الصهيوني ولفجانج لوتز بعدد ضخم من العسكريين المصريين الأسرى. و قد ادعت إسرائيل فيما بعد أن ثمن لوتز كان خمسة آلاف أسير مصري، رغبة في الدعاية لجواسيسها وإعلاء لشأنهم. أما جاسوسة الموساد المصرية انشراح علي موسى التي أدينت بالإعدام شنقاً هي وزوجها إبراهيم سعيد شاهين في 25 11 1974 ، فقد أمر السادات بمبادلتها في صفقة سرية بمصريين وعرب في إسرائيل، كان وراءها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي وذلك قبل زيارة السادات لتل أبيب، في مداعبة سياسية مقصودة للتمهيد لمعاهدة السلام في كامب دايفيد. أما الأشهر على الإطلاق في عمليات التبادل الفاشلة .. والعلنية، فكانت لمقايضة إيلي كوهين – كامل أمين ثابت – سيد جواسيس الموساد في سوريا، وأسطورة الموساد الذي لم يخلفه أحد عبقرية وذكاء. حيث رفضت سوريا وساطات أكثر من 84 رئيس دولة ومنظمة عالمية للإفراج عنه، مقابل ملايين الدولارات ومئات الأسرى السوريين في معتقلات إسرائيل، ونفذ فيه حكم الإعدام شنقاً أمام عدسات التليفزيون على الهواء مباشرة في 18 مايو 1965، وأبقى جثمانه معلقاً هكذا لأربعة أيام فوق المشنقة التي أعدت له خصيصاً بساحة المرجة في دمشق. و في 21 فبراير 1973 وقعت حادثة لم تتكرر أبداً من قبل، عندما حاولت إسرائيل اختطاف الطائرة التي تقل عميلة الموساد هبة عبد الرحمن سليم عامر، التي استدرجت من باريس الى بني غازي بواسطة المخابرات المصرية، و طارت بها الطائرة الى القاهرة لمحاكمتها. لقد عمدت الموساد الى التشويش على أجهزة الطائرة الملاحية ففقدت اتجاهها. و عندما اكتشف الطيار أنه يطير فوق سيناء اتجه بأقصى سرعته ناحية القناة، متجاهلاً إصرار طائرات الجو الاسرائيلية على الهبوط بطائرته في إسرائيل. فيفقد الاسرائيليون صوابهم ويفجرون الطائرة بركابها في الجو، معتقدين بأنهم قتلوا عميلتهم قبلما تعترف. لكن صدموا بشدة عندما اكتشفوا بأنهم أسقطوا الطائرة الليبية البوينج 747 بطريق الخطأ وأن طائرة هبة سليم الحقيقية استخدمت ممراً جوياً غير معلوم.تلك لمحات مختصرة عن أشهر قصص عمليات المبادلات والعروض والقتل، التي وقعت أحداثها بين مصر وسوريا وإسرائيل. و لم تكن هناك سابقة واحدة لعملية تبادل بين الاسرائيليين والفلسطينيين. لذلك .. كانت الأعصاب متوترة ومجهدة، فإسرائيل تخشى غدر الفلسطينيين بهم على أرض مطار لارنكا، ويشهد تاريخهم الطويل في الكفاح وخطف الطائرات على أنهم رجال ذوو بأس .. وإصرار .. أما الفلسطينيون .. فقد وضعوا تاريخ إسرائيل الدموي نصب أعينهم .. و توقعوا مذبحة بشعة ستدور أحداثها في قبرص.الدور الطاهرفي المكتب الفرعي لمنظمة التحرير الفلسطينية في صيدا، اجتمع المدير بالضابط الفلسطيني الموفد من الرئاسة في بيروت، حيث أطلعه على تفاصيل حياة أمينة المفتي في محبسها الانفرادي بكهف السعرانة وكان الضابط يصغي اليه باهتمام ليستكمل النقاط التي يريدها فمهمته كخبير في الشؤون المعنوية تتطلب منه ذلك خاصة .. و الوقت يمضي سريعاً بعدما وافقت المنظمة على الموعد المحدد في لارناكا. و بعد الاجتماع انطلقت السيارة الجيب العسكرية تقل الضابط الى كهف السعرانة.كان الطريق المتعرج الضيق قد نحتت أجزاء منه من الجبل، فيستقيم منحدراً أحياناً ثم يلتوي فجأة في صعود والتفاف حول الجبل. و من بعيد .. بدا الكهف الموحش كنقطة سوداء في بطن الجبل السامق، وكلما اقتربت السيارة شوهد جنود الحراسة المشددة بأسلحتهم الأوتوماتيكية في حالة التأهب. وكانت الأكمنة المتحركة تزيد الأمر حساسية واهتماماً، حتى يخال للبعض أن بالمنطقة مفاعلاً نووياً سرياً. و عندما دلف الضابط الى الكهف، كانت الإضاءة القوية تكشف دهليز الفوهة وتظهر ملامح الوحشة وغموض الطبيعة. و في نهاية أحد الممرات .. تكورت كومة من عظام .. شدت أطرافها الأربعة بالجنازير. اقترب منها الضابط متفحصاً، فرمقته بنظرات تفيض رعباً .. لكن وجهه الهادئ سكّن بعض الخوف لديها، وحاولت أن تستقرئ ما جاء لأجله ففشلت .. و تملكها ألف هاجس وهاجس .. و أطرقت الى الأرض ثم همدت أنفاسها قليلاً وقالت في صوت خفيض كأنه جاء من قرار:هل حان وقت الإعدام ..؟ اقترب منها الضابط أكثر وأكثر، لكي تصلها كل كلماته وقال:سنطلق سراحك بعد أيام .. و ستعودين الى إسرائيل مرة أخرى.ارتعدت أطرافها المقيدة فارتج بدنها كله، وجحظت عيناها الغائرتان في تحفز لما يقوله الضابط الذي أردف:بعد عشرة أيام من الآن ستكونين حرة في إسرائيل، ويجب أن تكوني على يقين من أننا لم نعاقبك ولم نؤذك بقدر ما أذيتنا. فنحن أناس مسالمون سعدنا بوجودك ذات يوم بيننا، ووثقنا بك بلا حدود على اعتبار أنك عربية .. مخلصة، وعن حب فتحنا لك قلوبنا .. وكل أبوابنا الموصدة في وجه الآخرين، وما تطرق إلينا الشك فتسببت بفعلتك في مقتل عشرات الأبرياء من شبابنا .. و انخلعت على يدك قلوب أمهات ثكالى .. فقدت الابن والزوج .. و البسمة.انهمرت دموع أمينة المفتي ، ولم يدر الضابط أهي دموع الحسرة والندم، أم أنها دموع الفرح بنجاتها.وأكمل الضابط: هذه الأرض التي أنت عليها الآن سيدتي أرض عربية، وتلك الأرض التي ولدت فوق ترابها أرض عربية، وكذلك الأرض التي بعت دينك و وطنك وأهلك لأجلها .. أيضاً .. عربية، عربية مغتصبة .. سليبة، ستعود حتماً ذات يوم لأصحابها، ربما يتحقق ذلك بعد جيل .. أو جيلين .. أو ثلاثة، أو أقل من ذلك بكثير.. و نحن هنا الآن لنجاهد بدماء أبنائنا، ولن نكف عن الجهاد حتى نموت دونها .. و أنت .. ما جئت الى هنا سيدتي إلا لقتلنا دونما ذنب بحقك اقترفناه. فلا تظنين أن الأرض التي ستعودين إليها سترحب بك .. لكن تأكدي أن في القدس وحيفا ويافا وبيت لحم ونابلس .. في كل فلسطين ستبصق عليك الأرض مع كل خطوة، حتى وإن متّ فستلفظك قرفاً في قبرك .. وسيأبى دودها الطاهر أن يرعى بجثمانك ..وعندها .. ازداد نحيبها قسوة .. و علا نشيجها مع صعود صدرها الضامر وهبوطه، وانعقد لسانها فلم تقو على الكلام لاصطكاك أسنانها، ورعشة شفتيها التي غزت الوجه المتقلص الشاحب. و قال الضابط آمراً جنوده قبلما ينصرف:فكوا قيود ضيفتنا وقدموا لها الشراب وأشهى الطعام.